ابن تاشفين سنة ثلاث وتسعين وانضم إليه محمد بن الحاج سير بن أبي بكر واقتحموا عامة الأندلس من أيدي ملوك الطوائف ولم يبق منها الا سرقسطة في يد المستعين بن هود معتصما بالنصارى وغزا الأمير مزدلي صاحب بلنسية إلى بلد برشلونة فأثخن بها وبلغ إلى حيث لم يبلغ أحد قبله ورجع وانتظمت بلاد الأندلس في ملكة يوسف بن تاشفين وانقرض ملك الطوائف منها أجمع كان لم يكن واستولى على العدوتين واتصلت هزائم المرابطين مرارا وتسمى بأمير المسلمين وخاطب المستنصر العباسي الخليفة لعهده ببغداد وبعث إليه عبد الله بن محمد بن العرب المعامي الإشبيلي وولده القاضي أبا بكر فتلطفا في القول وأحسنا في الابلاغ وطلبا من الخليفة أن يعقد له على المغرب والأندلس فعقد له وتضمن ذلك مكتوب الخليفة بذلك منقولا في أيدي الناس وانقلبا إليه بتقليد الخليفة وعهده على ما إلى نظره من الأقطار والأقاليم وخاطبه الامام الغزالي والقاضي أبو بكر الطرطوشي يحضانه على العدل والتمسك بالخير ويفتيانه في شأن ملوك الطوائف بحكم الله ثم أجاز يوسف بن تاشفين الجواز الرابع إلى الأندلس سنة سبع وتسعين وقد كان ما قدمناه في أخبار بنى حماد من زحف المنصور بن الناصر إلى تلمسان سنة سبع وتسعين للفتنة التي وقعت بينه وبين تاشفين بن يتنعمر وافتتاحه أكثر بلادهم فصالحه يوسف بن ناشفين واسترضاه بعدول تاشفين عن تلمسان سنة سبع وتسعين وبعث إليهما مزدلي من بلنسية وولى بلنسية عوضا منه أبا محمد بن فاطمة وكثرت غزواته في بلاد النصرانية وهلك يوسف على رأس المائة الخامسة وقام بالأمر من بعده ابنه علي بن يوسف فكان خير ملك وكانت أيامه صدرا منها وداعة ودولته على الكفر وصلة وظهورا وعزة وأجاز إلى العدوة فأثخن في بلاد العدو وقتلا وسبيا وولى على الأندلس الأمير تميم بن وجمع الطاغية للأمير تميم فهزمه تميم ثم أجاز علي بن يوسف سنة ثلاث ونازل طليطلة وأثخن في بلاد النصارى ورجع وعلى اثر ذلك قصد ابن ردمير سرقسطة وخرج ابن هود للقائه فانهزم المسلمون ومات ابن هود شهيدا وحاصر ابن ردمير البلد حتى نزلوا على حكمه ثم كان سنة تسع شأن برقة وتغلب أهل جنوة عليها وأخلوها ثم رجع العمران إليها على يد مرتانا فرطست من قواد المرابطين كما مر في ذكرها عند ذكرها عند ذكر الطوائف ثم استمرت حال علي بن يوسف في ملكه وعظم شأنه وعقد لولده تاشفين على غرب الأندلس سنة ست وعشرين وأنزله قرطبة وإشبيلية وأجاز معه الزبير بن عمر وحشد قومه وعقد لابي بكر ابن إبراهيم المسوقي على شرق الأندلس وأنزله بلنسية وهو ممدوح ابن خفاجة ومخدوم أبى بكر بن ماجة الحكيم المعروف بابن الصائغ وعقد لابن غانية المسوقي على الجزائر الشرقية دانية وميورقة واستقامت أيامه ولاربع عشرة سنة من دولته كان ظهور
(١٨٨)