واستجروا ما كان بدار السادة والموحدين وكان ولى القلعة قاصدا مراكش وهو يستخبر خبر بجاية فرجع وظاهر السيد ابا الربيع وزحف إليهما علي بن غانية فهزمهما واستولى على أموالهما وأسريا ولحقا بتلمسان فنزلا بها على السيد أبى الحسن بن أبي حفص بن عبد المؤمن وأخذ في تحصين تلمسان ورم أسوارها وأقاما عند السيد يرومان الكرة من صاحب تلمسان وغار علي بن محمد بن غانية في الأموال وفرقها في ذؤبان العرب ومن انضاف إليهم ورحل إلى الجزائر فافتتحها وولى عليها يحيى بن أبي طلحة ثم افتتح مازونة وانتهى إلى مليانة فافتتحها وولى عليها بدر بن عائشة ثم نهض إلى القلعة فحاصرها ثلاثا ودخلها عنوة وكانت له في المغرب خطة مشهورة ثم قصد قسنطينة فامتنعت عليه واجتمعت إليه وفود العرب فاستنجدهم وجاؤا بأحلافهم ولما اتصل الخبر بالمنصور وهو بسبتة مرجعه من الغزو سرح العساكر في البر لنظر السيد أبى زيد بن أبي حفص بن عبد المؤمن وعقد له على المغرب الأوسط وبعث الأساطيل إلى البحر وقائدها أحمد الصقلي وعقد عليها لابي محمد بن إبراهيم بن جامع وزحفت العساكر من كل جهة فثار أهل الجزائر على يحيى بن أبي طلحة ومن معه وأمكنوا منهم السيد أبا يزيد فقتلهم على شلف وعفا عن يحيى لنجدة عمه طلحة وكان بدر بن عائشة أسرى من مليانة واتبعه الجيش فلحقوه أمام العدو فتقبضوا عليه بعد قتال مع البرابرة حين أرادوا اجارته وقادوه إلى السيد أبى يزيد فقتله وسبق الأسطول إلي بجاية فثار بيحيى بن غانية وفر إلى أخيه على لمكانه من حصار قسنطينة بعد أن كان أخذ بمخنقها ونزل السيد أبو زيد بعساكره بتكلات من ظاهر بجاية وأطلق السيد أبا موسى من معتقله ثم رحل في طلب العدو فأفرج عن قسنطينة بعد أن كان أخذوه مضى شديدا في الصحراء والموحدون في اتباعه حتى انتهوا إلى مغرة ونغارس ثم نقلوا إلى بجاية واستنفر السيد أبا زيد بها وقصد علي بن غانية في قفصة فملكها ونازل بورق وقصطيلة فامتنعت وارتحل إلى طرابلس وفيها قراقش الغزي المطغرى وكان من خبره على ما نقل أبو محمد التيجاني في كتاب رحلته ان صلاح الدين صاحب مصر بعث تقى الدين ابن أخيه شاه إلى المغرب لافتتاح ما أمكنه من مدينة تكون له معقلا يتحصن فيه من مطالبة نور الدين محمود بن زنكى صاحب الشأم الذي كان صلاح الدين عمه من وزرائه واستعجلوا النصر فخشوا عاديته ثم رجع تقى الدين من طريقه لامر عرض له بعد قراقش الأرمني بطائفة من جنوده وفر إبراهيم بن فراتسكين سلاح دار المعظم لسيده الملك المعظم صاحب الدولة ابن أيوب أخي صلاح الدين فأما قراقش فلحق ششرية وافتتحها وذلك سنة ست وثمانين وخطب فيها الصلاح الدين ولأستاذه تقى الدين وكتب لهما بفتح زويلة وغلبه ذي خطاب الهواري
(١٩١)