ولما توفى بلكين بعث مولاه أبو زغبل بالخبر إلى ابنه والى المنصور وكان واليا باشير وصاحب عهد أبيه فقام بأمر صنهاجة من بعده ونزل صره وقلده العزيز نزار بن معد أمر إفريقية والمغرب وكان على سنن أبيه وعقد لأخيه أبى البهار على تاهرت ولأخيه يطوفت على أشير وسرحه بالعساكر إلى المغرب الأقصى سنة أربع وسبعين يسترجعه من أيدي زناتة وقد بلغه انهم ملكوا سجلماسة وفاس فلقيه زيرى بن عطية المغراوي الملقب بالقرطاس أمير فاس فهزمه ورجع إلى أشير وأقصى المنصور بعدها عن غزو المغرب وزناتة واستقبل به ابن عطية وابن خزرون وبدر بن يعلى كما نذكر بعد ثم رحل بلكين إلى رقاده وفتك بعبد الله بن الكاتب عامله وعامل أبيه على القيروان لهنات كانت منه وسعايات أنجحت فيه فهلك سنة تسع وسبعين وولى مكانه يوسف ابن أبي محمد وكثر التواتر بكتابه فقتلهم وأثخن فيهم حتى أذعنوا وأخرج إليهم العمال وعقد لأخيه حماد على أشير وطالت الفتنة مع زناتة ونزل إليه منهم سعيد بن خزرون ولم يزل سعيد يطيعه إلى أن هلك سنة احدى وثمانين ولى ابنه فلفول بن سعيد وخالف أبو البهار بن زيرى سنة تسع وسبعين فزحف إليه المنصور وفر بين يديه إلى المغرب وأمد المنصور أهل تاهرت ومضى في اتباع أبى البهار حتى نفد عسكره وأشير عليه بالرجوع فرجع وبعث أبو البهار إلى أبي عامر صاحب الأندلس في المظاهرة والمدد واسسترهن ابنه في ذلك فكتب زيرى بن عطية صاحب دعوة الأموية من زناتة بفاس أن يكون معه يدا واحدة فظاهره زيرى واتفق رأيهما مدة وحاربهما بدر بن يعلى فهزماه وملكا فاس وما حولها ثم اختلفت ذات بينهما سنة ثنتين وثمانين ورجع أبو البهار إلى قومه ووفد على المنصور سنة ثنتين وثمانين بالقيروان فأكرمه ووصله وأنزله أحسن نزل وعقد له على تاهرت ثم هلك المنصور سنة خمس وثمانين * (دولة باديس بن المنصور) * ولما هلك المنصور قام بأمره ابنه باديس وعقد لعمه يطوفت على تاهرت وسرح عساكره لحرب زناتة مع عميه يطوفت وحماد فولوا منهزمين امام زناتة إلى أشير ونهض بنفسه سنة تسع وثمانين لحرب زيرى بن عطية راجعا إلى المغرب فولى باديس أخاه يطوفت على تاهرت وأشير وخالف عليه عمومته ملكس وزاوى وحلال ومعتز وعزم واستباحوا عسكر يطوفت وأفلت منهم ووصل أبو البهار متبرئا من شأنهم وشغل السلطان باديس بحرب فلفول بن سعيد كما نذكره في أخبار بنى خزرون وسرح عمه حمادا لحرب بنى زيرى اخوته ووصل بنو زيرى أيديهم بفلفول ثم رجعوا إلى حماد فهزمهم وتقبض على ماكس منهم فاطمة الكلاب وقتل أولاد الحسن وباديس كذا ذكر ابن
(١٥٧)