يحاول عليه من هنا لك فلم يتم أمره وقتل بمكان خفى في ربيع سنة احدى وعشرين وبعث الموحدون ببيعتهم إلى العادل والله أعلم * (الخبر عن دولة العادل بن المنصور) * لما بلغت بيعة الموحدين للعادل وكتاب ابن زكريا بن الشهيد بقصة المخلوع قارن ذلك تغييره للبياسي فانتقض عليه ودعا لنفسه ببياسة وتلقب الظافر وشغل بشأنه وبعث أخاه ابا العلى لحصاره فامتنع عليه وبعث بعده ابنه أبا سعيد ابن الشيخ أبى حفص فامتنع عليه أيضا واختلت الأحوال بالأندلس على العادل وكثرت غارة النصارى على إشبيلية ومرسية وهو مقيم بها وانهزمت جيوش الموحدين على طليطلة وأغراه خاصته بابن يوجان فأخذ إلى سبتة وعظم أمر البياسي بالأندلس وظاهر النصارى على شأنه فأجاز العادل إلى العدوة وولى اخاه أبا العلى على الأندلس ولما كان بقطر الحجاز دخل عليه عبوا بن أبي محمد بن الشيخ أبى حفص فقال له كيف حالك فأنشده حال متى علم ابن منصور بها * جاء الزمان إليه منها تأسا فاستحسن ذلك وولاه إفريقية وكتب للسيد أبى زيد ابن عمه بالقدوم ووصل إلى سلا فأقام بها وبعث عن شيوخ جشم وكان لابن يوجان عناية واختصاص بهلال بن حمدان ابن مقدم أمير الخلط فتثاقل ابن جرمون أمير سفيان عن الوصول وأقبل الخلط وسفيان وبادر العادل إلى مراكش فدخلها واستوزر أبا زيد بن أبي محمد بن الشيخ أبى حفص وتغير لابن يوجان ففسد باطنه وتغلب على الدولة ابن الشهيد ويوسف بن علي شيخا هنتاتة وتينملل ثم خالفت هسكورة والخلط وعاثوا في نواحي مراكش وخرج إليهم ابن يوجان فلم يغن شيئا فخربوا بلاد دكالة فأنفذ إليهم العادل عسكرا من الموحدين لنظر إبراهيم بن إسماعيل بن الشيخ أبى حفص وهو الذي كان نازع أولاد الشيخ أبى محمد بإفريقية كما نذكره فانهزم وقتل وخرج ابن السيد ويوسف بن علي إلى قبائلها للحشد ومدافعة هسكورة فاتفقا على خلع العادل والبيعة ليحيى بن الناصر وقصدوا مراكش فاقتحموا عليه القصر ونهبوه وقتل العادل خنقا أيام الفطر من سنة أربع وعشرين والله تعالى أعلم * (الخبر عن دولة المأمون بن المنصور ومزاحمة يحيى بن الناصر له) * كان المأمون لما بلغه انتقاض الموحدين والعرب على أخيه وتلاشى أمره لنفسه بإشبيلية فبويع وأجابه أكثر الأندلس وبايع السيد أبو زيد صاحب بلنسية وشرق الأندلس ثم كان ما قدمناه من انتقاض الموحدين على العادل وقتله بالقصر وبيعتهم
(٢٥٢)