سنة ست وسبعين وسبعمائة كما نذكر استخلصهم ورفع منزلتهم واستقدمهم بعض أيامه للعرض بفرسانهم ورجلهم على العادة وشيخهم منصور بن يعيش من أولاد مطاع وتقبض عليهم أجمعين وقتل من قتل منهم وأودع الآخرين سجونه فذهبوا مثلا في الأيام وحصدت شوكتهم والله قادر على ما يشاء * (الخلة من جشم) * هذا القبيل يعرف بالخلط وهم في عداد جشم هؤلاء لكن المعروف أن الخلط بنو المشفق من بنى عامر بن عقيل بن كعب كلهم شيعة للقرامطة بالبحرين ولما ضعف أمر القرامطة استولى بنو سليم على البحرين بدعوة الشيعة ثم غلبهم عليها بنو أبى الحسين من بطون تغلب بالدعوة العباسية فارتحل بنو سليم وبنو المشفق من هؤلاء المسمون بالخلط إلى إفريقية وبقي سائر بنى عقيل بنواحي البحرين إلى أن غلب منهم على التغلبيين بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف بن مالك بن عوف بن عامر بن عقيل اخوة الخلط هؤلاء لأنهم في المغرب منسوبون إلى جشم تخليطا في النسب ممن يحققه من العوام ولما أدخلهم المنصور إلى المغرب كما قلناه استقروا ببسائط تامسنا فكانوا أولى عدد وقوة وكان شيخهم هلال بن حميدان بن مقدم بن محمد بن هبيرة بن عواج لا نعرف من نسبه أكثر من هذا فلما ولى العادل بن منصور خالفوا عليه وهزموا عساكره وبعث هلال ببيعته إلى المأمون سنة خمس وعشرين واتبعه الموحدون في ذلك وجاء المأمون وظاهروه على أمره وتحيز أعداؤهم سفيان إلى يحيى بن القاص منازعة ولم يزل هلال مع المأمون إلى أن هلك في حركته سنته وبايع بعده لابنه الرشيد وجاء به إلى مراكش وهزم سفيان واستباحهم ثم هلك هلال وولى أخوه مسعود وخالف على الرشيد عمر بن أوقاريط شيخ العساكرة من الموحدين وكان صديقا لمسعود ابن حميدان فأغراه بالخلاف على آكسز السلطان فخالف وحاول عليه الرشيد حتى قدم عليه بمراكش وقتله في جماعة من قومه سنة ثنتين وثلاثين وولى أمر الخلط بعده يحيى ابن أخيه هلال ومر بقومه إلى يحيى بن القاص وحصروا مراكش ومعهم ابن أوقاريط وخرج الرشيد إلى سجلماسة واستولوا على مراكش وعاثوا فيها ثم جاء الرشيد سنة ثلاث وثلاثين وغلبهم عليها ولحق ابن أوقاريط بالأندلس وأبدى علي بن هود بيعة الخلط وعلموا أنها حيلة من ابن أوقاريط وأنه تخلص من الورطة فطردوا عنهم يحيى بن القاص إلى معقل وراجعوا الرشيد فتقبض على على ووشاح ابني هلال وسجنهم بأزمور سنة خمس وثلاثين ثم أطلقهم ثم غدر بعد ذلك بمشيختهم بعد الاستدعاء والتأنيس وقتلهم جميعا مع عمر بن أوقاريط كان أهل إشبيلية بعثوا به إليه ثم حضروا مع السعيد
(٢٩)