بجاية وبقي عنده يعلى بن المنتصر الذي كان عبد المؤمن استنزله من قفوصة أنه يواصل قريبه الثائر بها ويخاطب العرب فتقبض عليه ووجدت المخاطبات عنده شاهدة بتلك السعاية واستصفى ما كان بيده وارتحل إلى قفصة ونزلها ووفدت عليه مشيخة العرب من رياح بالطاعة فقتلهم ولم يزل محاصرا لقفصة إلى أن نزل علي بن المعز وانكفأ راجعا إلى تونس وأنفذ عساكر العرب وعقد على إفريقية والزاب للسيد أبى على أخيه وعلى بجاية للسيد أبى موسى وقفل إلى الحضرة والله تعالى أعلم * (معاودة الجهاد) * لما قفل من فتح قفصة سنة سبع وسبعين وفد عليه أخوه السيد أبو اسحق من إشبيلية والسيد أبو عبد الرحمن يعقوب من مرسية وكافة الموحدين ورؤساء الأندلس يهنونه بالإياب فأكرم موصلهم وانصرفوا إلى بلادهم واتصل به أن محمد بن يوسف بر وانودين تحدر بالموحدين من إشبيلية إلى أرض العدو فنازل مدينة بابورة وغنم ما حولها وافتتح بعض حصونها ورجع إلى إشبيلية التقوا بأسطول أهل أشبونة في البحر فهزموهم وأخذوا عشرين من قطائعهم مع السبى والغنائم ثم بلغ الخبر بان أدفوش ابن شانجة نازل قرطبة وشن الغارات على جهات مالقة ورندة وغرناطة ثم نزل استجة وتغلب على حصن شقيلة وأسكن بها النصارى وانصرف فاستنفر السيد أبو اسحق سائر الناس للغزو ونازل الحصن نحوا من أربعين يوما ثم بلغه خرج ادفونش من طليطلة بمدده فانكف راجعا وخرج محمد بن يوسف بن وانودين من إشبيلية في جموع الموحدين ونازل طلبيرة وبرز إليه أهلها فأوقع بهم وانصرف بالغنائم اعتزم الخليفة أبو يعقوب على معاودة الجهاد وولى على الأندلس أمناءه وقدمهم للاحتشاد فعقد لابنه السيد أبى زيد الحصرصاني على غرناطة ولابنه السيد أبى عبد الله على مرسية ونهض سنة تسع وسبعين إلى سلا ووافاه بها أبو محمد بن أبي إسحاق بن جامع من إفريقية بحشود العرب وسار إلى فاس وبعث في مقدمته هنتاتة وتينملل وحشود العرب وأجاز البحر من سبتة في صفر من سنة ثمانين فاحتل بجبل الفتح وصار إلى إشبيلية فوافته بها حشود الأندلس وسخط محمد بن وانودين وغربه إلى حصن غافق ورحل غازيا إلى شنتمرين فحاصرها أياما ثم أقلع عنها واستمر الناس يوم اقلاعه وخرج النصارى من الحصن فوجدوا الخليفة في غير أهبة ولا استعداد فأب في الجهاد هو ومن حضره وانصرفوا بعد جولة شديدة وهلك في ذلك اليوم الخليفة يقال من عنهم اصابه في حومة القتال وقيل من مرض طرقه عفى الله عنه ولما هلك الخليفة أبو يعقوب على حصن شنتمرين سنة ثمانين بويع ابنه يعقوب ورجع بالناس إلى إشبيلية فاستكمل البيعة واستوزر الشيخ أبا محمد عبد الواحد بر
(٢٤١)