* (الثعالبة) * وأما الثعالبة اخوتهم من ولد ثعلب بن علي بن بكر بن صغير أخي عبيد الله بن صغير فهو المنهى لهذا العهد بمتيجة من بسيط الجزائر وكانوا قبلها يتطيرون ومواطن حصين لهذا العهد نزلوها منذ عصور قديمة وأقاموا بها حيا حلولا ويظهر أن نزولهم لها حين كان ذوي عبيد الله في مواطن بنى عامر لهذا العهد وكان بنو عامر في مواطن بنى سويد فكانت مواطنهم لذلك العهد متصلة بالتلول الشرقية فدخلوا من ناحية كزول وتدرجوا في المواطن إلى ضواحي المدينة ونزلوا جبل تيطرى وهو جبل أشير الذي كانت فيه المدينة الكبيرة فلما بلغت بنو برحين على التلول وملكوا وانشريس زحف محمد بن عبد القوى إلى المدينة فملكها وكانت بينهم وبينه حروب وسلم إلى أن وفدت عليه مشيختهم فتقبض عليهم وأغزى من وراءهم من بقية الثعالبة واستلحمهم واكتسح أموالهم وغلبهم بعدها على تيطرى وأزاحهم عنها إلى متيجة وأنزل قبائل حصين تيطرى وكانوا معه في عداد الرعايا يؤدون إليه المغارم والوظائف ويأخذهم بالعسكرة معه ودخل الثعالبة هؤلاء في إيالة ملكيش من صنهاجة ببسيط متيجة وأوطنوا تحت ملكتهم وكان لهم عليهم سلطان كما نذكره حتى إذا غلب بنو مرين على المغرب الأوسط واذهبوا ملك ملكيش منها استبد الثعالبة هؤلاء بذلك البسيط وملكوه وكانت رياستهم في ولد سباع بن ثعلب بن علي بن مكر بن صغير ويزعمون ان سباعا هذا كان إذا وفد على الموحدين يجعلون من فوق عمامته دينارا يزن عددا من الدنانير سابقة في تكرمته وترفيعه (وسمعت) من بعض مشيختنا ان ذلك لما كان من كرامته للامام المهدى حين أجاز بهم فإنه مر بهم ساعيا فحملوه واستقرت الرياسة في ولد سباع هذا في بني يعقوب بن سباع أولا فكانت لهم مددا ثم في عقب حنيش منهم ثم غلب السلطان أبو الحسن على ممالك بنى عبد الواد ونقلهم إلى المغرب وصارت الولاية لهم لابي الحملات ابن عائد بن ثابت وهو ابن عم حنيش وهلك في الطاعون الجارف أواسط هذه المائة الثامنة لعهد نزول السلطان أبى الحسن بالجزائر من تونس فولى عليهم إبراهيم بن نصر ولم تزل رياستهم إليه إلى أن هلك بعد استيلاء السلطان أبى عنان عن المغربين كما نذكره في أخباره وقام برياستهم ابنه سالم وكانوا أهل مغارم ووضيعة للبكش ومن بعدهم من ولاة الجزائر حتى إذا هبت ربح العرب أيام خروج أبى زيان وحصين على أبي حمو أعوام ستين وسبعمائة كما ذكرناه وكان شيخهم لذلك العهد سالم بن إبراهيم بن نصر بن حنيش بن أبي حميد بن ثابت بن محمد بن سباع فأخبت في تلك الفتنة وأوضع وعاقد أبو حمو وانتقض عليه مرارا وغلب بنو مرين على تلمسان فتحيز إليهم وكانت رسله ووفده
(٦٤)