يلقب الشيعة ومصاله بن حبوس من منازل اتصل بعبيد الله الشيعي وكان من أعظم قواده وأوليائه وولاه بالغرب وافتتح له المغرب وفاس وسجلماسة ولما هلك أقام أخاه برصلتين بن حبوس مقامه في ولاية تاهرت والمغرب ثم هلك وأقام ابنه حميدا مقامه فانحرف عن الشيعة ودعا لعبد الرحمن الناصر واجتمع مع بنى حرزا من أحرازه على ولايته المروانية ثم أجاز إلى الأندلس وولى الولايات أيام الناصر وابنه الحكم وولى في بعضها تلمسان بدعوتهم ثم هلك وأقام ابنه لرصل بن حميد وأخوه يباطن ابن برصلتين وعلى ابن عمه من ماله في ظل الدولة الأموية إلى أن أجاز المظفر بن أبي عامر إلى المغرب فولى يصل بن حميد سجلماسة كما نذكر ثم رياسة مكناسة بالعدوة انقسمت في بني أبى نزول وانقسمت مسايل مكناسة بانقسامها وصارت رياسة مكناسة في مواطن سجلماسة وما إليها من بنى واسول بن مصلان بن أبي نزول ورياسة مكناسة بجهات تازا وتوسول وملوية ومليله لبنى أبى العافية بن أبي نائل بن أبي الضحاك بن أبي نزول ولكل واحد من هذين الفريقين في الاسلام دولة ولمطان صاروا به في عداد الملوك كما نذكره * (الخبر عن دولة بنى واسول ملوك سجلماسة وأعمالها من مكناسة) * كان أهل مواطن سجلماسة من مكناسة يدينون لأول الاسلام بدين الصفرية من الخوارج لقنوه عن أئمتهم ورؤسهم من المغرب لما لحقوا من المغرب وأسروا على الامتناع وماجت أقطار المغرب لفتنة ميسرة فلما اجتمع على هذا المذهب زهاء أربعين من رجالاتهم نقضوا طاعة الحفاد وولوا عليهم عيسى بن يزيد الأسود من موالي العرب ورؤس الخوارج واختطوا مدينة سجلماسة لأربعين ومائة من الهجرة ودخل سائر مكناسة من أهل تلك الناحية في دينهم ثم سخطوا أميرهم عيسى ونقموا عليه كثيرا من أحواله فشدوه كفاحا ووضعوه على قنة جبل إلى أن هلك سنة خمس وخمسين واجتمعوا بعده على كبيرهم أبى القاسم سمكو بن واسول بن مصلان بن أبي نزول كان أبو ه يتحقق من حملة العلم ارتحل إلى المدينة فأدرك التابعين وأخذ عن عكرمة مولى بن عباس ذكره عريب بن حميد في تاريخه وكان صاحب ماشية وهو الذي بايع لعيسى ابن يزيد وحمل قومه على طاعته فبايعوه من بعده وقاموا بأمره إلى أن هلك سنة سبع وستين ومائة لمنتهى عشر سنين من ولايته وكان أباضيا صفريا وخطب في عمله للمنصور والمهدى من بنى العباس ولما هلك ولوا عليهم ابنه الياس وكان يدعى بالوزير ثم انتقضوا عليه سنة أربع وتسعين فخلعوه وولوا مكانه أخاه اليسع بن أبي القاسم وكسه بن منصور فلم يزل أميرا عليهم وبنى سور سجلماسة لأربع وثلاثين سنة من ولايته وكان صفريا وعلى عهده استفحل ملكهم بسجلماسة وهو الذي أتم بناءها وتشييدها واختط بها
(١٣٠)