صندل عامل بإعانة مائة حمل من المال وان بعض توابيت الكبراء منهم كان العود الهندي بمسامير لذهب وان باديس أعطى فلفول بن مسعود الزناتي ثلاثين حملا من المال وثمانين تختا وان أعشار بعض أعمال الساحل بناحية صفاقس كان خمسين ألف قفيز وغير ذلك من أخبارهم وكانت بينه وبين زناتة حروب ووقائع كان له الغلب في جميعها كل هو مذكور وكان المعز منحرفا عن مذاهب الرافضة ومنتحلا للسنة فأعلن بمذهبه لأول ولايته ولعن الرافضة ثم صار إلى قتل من وجد منهم وكبا به فرسه ذات يوم فنادى مستغيثا باسم أبى بكر وعمر فسمعته العامة فثاروا لحينهم بالشيعة وقتلوهم أبرح قتل وقتل دعاة الرافضة يومئذ وامتعض لذلك خلفاء الشيعة بالقاهرة وخاطبه وزيرهم أبو القاسم الجرجاني محذرا وهو يراجعه بالتعريض لخلفائه والمزج فيهم حتى أظل الجو بينه وبينهم إلى أن انقطع الدعاء لهم سنة أربعين وأربعمائة على عهد المستنصر من خلفائهم وأحرق بنوده ومحا اسمه من الطرر والسكة ودعا للقائم بن القادر من خلفاء بغداد وجاءه خطاب القائم وكتاب عهده صحبة داعيته أبى الفضل بن عبد الواحد التميمي فرماه المستنصر خليفة العبيديين بالمغرب من هلال الذين كانوا مع القرامطة وهم رياح وزغبة والأثيج وذلك بمشاركة من وزيره أبى محمد الحسن بن علي البازوري كما ذكرنا في أخبار العرب ودخولهم إلى إفريقية وتقدموا إلى البلاد وأفسدوا السابلة والقرى وسرح إليهم المعز جيوشه فهزموهم فنهض إليهم ولقيهم بجبل حيدران فهزموه واعتصم بالقيروان فحاصروه وتمرسوا به وطال عينهم في البلاد واضطرارهم بالرعايا إلى أن خربت إفريقية وخرج ابن المعز من القيروان سنة تسع وأربعين مع خفيره منهم وهو مؤنس بن يحيى الصرى أمير رياح فلحق في خفارته بالمهدية بعد أن أصهر إليه في ابنته فأنكحه إياها ونزل بالمهدية وقد كان قدم إليها ابنه تميما فنزل عليه ودخل العرب القيروان وانتهبوها وأقام المعز بالمهدية وانتزى البوار في البلاد فغلب حمد بن مليل البرغواطى على مدينة صفاقس وملكها سنة احدى وخمسين وخالفت سوسة وصار أهلها إلى الشورى في أمرهم وصارت تونس آخرا إلى ولاية الناصر بن علناس ابن حماد صاحب القلعة وولى عليهم عبد الحق بن خراسان فاستبد بها واستقرت في ملكه وملك بنيه وتغلب موسى بن يحيى على قابس وصار عاملها المعز بن محمد الصنهاجي إلى ولايته وأخوه إبراهيم من بعده كما يأتي ذكره والثالث ملك آل يدرس وانقسم في الثوار كما نذكر في أخبارهم بعد مهلك المعز سنة أربع وخمسين والله أعلم * (دولة تميم بن المعز) * ولما هلك المعز قام بأمره ابنه تميم وغلبه العرب على إفريقية فلم يكن له الا ما ضمه السور
(١٥٩)