ورئيسهم يومئذ غسان فتدامروا واستمدوا من وراءهم من زناتة فأمدوهم بعلى بن محمد اليفرني وزحفت مطماطة من الجانب الآخر في مظاهرتهم وعليهم عزانة أميرهم وزحفوا جميعا إلى لواتة فكانت بينهم وقائع وحروب هلك في بعضها علاق وأزاحوا عن الجانب الغربي السرسو وألجؤوهم إلى الجبل الذي في قبلة تاهرت المسمى لهذا العهد دارك وانتشرت عمائرها بتلوله وما وراءه إلى الجبال المطلة على متيجة وهم لهذا العهد في عداد القبائل الغارمة وجبل دارك في أقطاع ولد يعقوب بن موسى مشيخة العطاف من ورغة ولواتة أيضا بطون بالجبل المعروفة بهم قبلة قابس وصفاقس ومنهم بنو مكي رؤساء قابس لهذا العهد ومنهم أيضا لواحات مصر فيما ذكره المسعودي أمة عظيمة بالجيزة التي بينها وبين مصر وكان لما قرب من هذه القصور شيخهم هنا لك بدر بن سالم وانتقض على الترك وسرحوا إليه العساكر فاستلحموا كثيرا من قومه وفر إلى ناحية برقة وهو الآن في جوار العرب بها ومن زناتة هؤلاء أحياء بنواحي تادلا قرب مراكش من الغرب الأقصى ولهم هنا لك كثرة ويزعم كثير من الناس انهم بنواحي جابر من عرب جسم واختلطوا بهم وصاروا في عدادهم ومنهم أوزاع مفترقون بمصر وقرى الصعيد شاوية وفلاحين ومنهم أيضا بضواحي بجاية قبيلة يعرفون بلواتة ينزلون بسيط تاكرارت من أعمالها ويعتمرونها فدنا لمزارعهم ومسارح لانعامهم ومشيختهم لهذا العهد في ولد راجح بن صواب منهم وعليهم للسلطان جباية مفروضة وبعث مضروب هؤلاء المعروفون من بطون لواتة ولهم شعوب أخرى كثيرة اندرجوا في البطون وتوزعوا بين القبائل والله وارث الأرض ومن عليها {الخبر عن بنى فاتن من ضريسة احدى بطون البرابرة البتر وتصاريف أحوالهم} وهم بطون مضغرة ولماية وصدينة وكرمية ومديونة ومغيلة ومطماطة وملزوزة ومكناسة ودونة وكلهم من ولد فاتن بن ممصيب بن حريس بن زحيك بن مادغيس الأبتر ولهم ظهور من البرابر واخبار نسردها بطنا بطنا إلى آخرها مصغرة وهم من أوفر هذه الشعوب وكانوا خصاصين آهلين وكان جمهورهم بالمغرب منذ عهد الاسلام نشبوا في نشر الردة وضروبها وكان لهم فيها مقامات ولما استوسق الاسلام في البربر أجازوا إلى فتح الأندلس وأجازت منهم أمم واستقروا هنا لك ولما سرى دين الخارجية في البربر أخذ مضغرة هؤلاء برأى الصفرية وكان شيخهم ميسرة ويعرف بالجفير مقدما فيه ولما ولى عبيد الله بن الحجاب على إفريقية من قبل هشام بن عبد الملك وأمره أن يمضى إليها من مصر فقدمها سنة أربع عشرة واستعمل عمر بن عبد الله المرادي على
(١١٨)