السابلة واستقام الحال ثم استبد بأمره وخلع الامتثال من عنقه سنة خمس وأربعين واستمر على ذلك وبايعته توزر وقفصة وسوس والحامة ونفزاوة وسائر أعمال قسنطينة فاستفحل أمره وعظم سلطانه ورفد عليه الشعراء والقصاد وكان معظما لأهل الدين إلى أن هلك سنة خمس وستين وولى من بعده ابنه المعتز وكنيته أبو عمر وانقاد إليه الناس فضبط الأمور وجبى الأموال واصطنع الرجال وتغلب على نموده وجبل هوارة وسائر بلاد قصطبيلة وما إليها وحسنت سيرته إلى أن عمى وهلك في حياته ابنه تميم فعهد لابنه يحيى بن تميم وقام بالأمر واستبد على حده ولم يزالوا بخير حال إلى أن نازلهم عبد المؤمن سنة أربع وخمسين فمنعهم من الامر ونقلهم إلى بجاية فمات المعتز بها سنة سبع وخمسين لمائة وأربع عشرة من عمره وقيل لسبعين ومات بعده بيسير حافده يحيى بن تميم وولى عبد المؤمن على قفصة نعمان بن عبد الحق المنتاتي ثم عزله بعد سلان بميمون ابن أجانا الكنسيفى ثم عزله بعمران بن موسى الصنهاجي وأساء الرعية فبعثوا عن علي بن العزيز ابن المعتز من بجاية وكان بها في مضيعة يحترف بالخياطة فقدم عليهم وثاروا بعمران ابن موسى عامل الموحدين فقتلوه وقدموا علي بن العزيز فساس ملكه وحاط رعيته وأغزاه يوسف بن عبد المؤمن سنة ثلاث وستين أخاه السيد أبا زكريا فحاصره وضيق عليه وأخذه وأشخصه إلى مراكش بأهله وماله واستعمله على الاشغال بمدينة سلا إلى أن هلك وفنيت دولة بنى الرند والبقاء لله وحده اه {الخبر عن جامع الهلاليين امراء قابس لعهد الصنهاجيين وما كان لتميم بها من الملك والدولة وذلك عند فتنة العرب بإفريقية} ولما دخلت العرب إلى إفريقية وغلبوا المعز على الضواحي ونازلوه بالقيروان وكان الوالي بفاس المعز بن محمد ولموية الصنهاجي وكان أخوه إبراهيم وماضي بالقيروان قائدين للمعز على جيوشه فعزلهما ولحقا مغاضبين بمؤنس بن يحيى وكان ذلك أول تملك العرب ثم أقام إبراهيم منهم واليا بقابس ولحق المعز بن محمد بمؤنس فكان معه إلى أن هلك إبراهيم وولى مكانه أخوه ماضي وكان سيئ السيرة فقتله أهل قابس وذلك لعهد عيم بن المعز بن باديس وبعثوا إلى عمر أخي السلطان إلى طاعة العرب فوليها بكر بن كامل بن جامع أمير المناقشة من دهمان من بنى على احدى بطون رياح فقام بأمرها واستبد على
(١٦٦)