اذفونش قد ناظر ابن عمه اليهوج صاحب لون في أن يوالي الناصر ويجر الهزيمة على المسلمين ففعل ذلك ثم رجعوا إلى الأندلس بعد الكائنة للإغارة على بلاد المسلمين فلقيهم السيد أبو زكريا بن أبي حفص بن عبد المؤمن قريبا من إشبيلية فهزمهم وانتعش المسلمون بها واتصلت الحال على ذلك والله أعلم * (ثورة ابن الفرس) * كان عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الفرس من طبقة العلماء بالأندلس ويعرف بالمهر وحضر مجلس المنصور في بعض الأيام وتكلم بما خشى عاقبته في عقده وخرج من المجلس فاختفى مدة ثم بعد مهلك المنصور ظهر في بلاد كزولة وانتحل الإمامة وادعى أنه القحطاني المراد في قوله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يقود الناس بعصاه يملؤه عدلا كما ملئت جورا إلى آخر الحديث وكان مما ينسب إليه من الشعر قولوا لأبناء عبد المؤمن بن علي * تأهبوا لوقوع الحادث الجلل قد جاء سيد قحطان وعالمها * ومنتهى القول والغلاب للدول والناس طوعا عصاه وهو سائقهم * بالأمر والنهى بحر العلم والعمل وبادروا أمره فالله ناصره * والله خاذل أهل الزيغ والميل فبعث الناصر إليه الجيوش فهزموه وقتل وسيق رأسه إلى مراكش فنصب بها والله أعلم * (دولة المستنصر بن الناصر) * لما هلك محمد بن الناصر بن المنصور بويع ابنه يوسف سنة احدى عشرة وهو ابن ست عشرة سنة ولقب المستنصر بالله وغلب عليه ابن جامع ومشيخة الموحدين فقاموا بأمره وتأخرت بيعة أبى محمد ابن الشيخ أبى حفص من إفريقية لصغر سن المستنصر ثم وقعت المحاولة من الوزير ابن جامع وصاحبها لاشتغال عبد العزيز بن أبي زيد فوصلت بيعته واشتغل المستنصر عن التدبير بما يقتضيه الشباب وعقد للسادة على عمالات ملكه فعقد للسيد أبى إبراهيم أخي المنصور وتلقب بالظاهر على فاس وهو أبو المرتضى وعقد على إشبيلية لعمه السيد أبى اسحق الأحول واستولى الفنش على المعاقل التي أخذها الموحدون وهزم حامية الأندلس وفر رسوله إلى الفجار فحاوله ابن جامع في السلم فعقده ثم صرف ابن جامع عن الوزارة بعد مهلك ابن أبي زيد بن يوجان واستوزر أبا يحيى الهزوجي وولى على الاشغال أبا علي بن أشرف ثم رضى عن ابن جامع وأعاده وعزل أبا زيد بن يوجان من ولاية تلمسان بابي سعيد بن المنصور وبعثه إلى مرسية فاعتقل
(٢٥٠)