فكتب إلى عماله بالأندلس بفتح إفريقية وانه واصل إليهم وعبر إلى جبل الفتح واجتمع إليه أهل الأندلس ومن بها من الموحدين ثم رجع وكان السيد أبو يعقوب صاحب إشبيلية وأبو سعيد صاحب غرناطة ارتحلا لزيارة الخليفة بمراكش فخالف ابن همشك إلى مدينة غرناطة وعلا ليلا بمداخلة من بعض أهلها واستولى عليها وانحصر الموحدون بقصبتها وخرج عبد المؤمن من مراكش لاستنقاذهم فوصل إلى سلا وقدم السيد أبو سعيد فأجاز البحر ولقيه عامل إشبيلية عبد الله بن أبي حفص بن علي ونهضوا جميعا إلى غرناطة فنهض إليهم ابن همشك وهزمهم ورجع السيد أبو سعيد إلى مالقة وردأة عبد المؤمن بأخيه السيد أبى يعقوب في عساكر الموحدين ونهضوا إلى غرناطة وكان قد وصلها ابن مردنيش في جموع من النصارى مددا لابن همشك فلقيهم الموحدون بفحص غرناطة وهزموهم وفر ابن مردنيش إلى مكانه في المشرق ولحق ابن همشك بجيان فنازله الموحدون وأقبل السيدان إلى قرطبة فأقاما بها إلى أن استدعى السيد أبو يعقوب بمراكش سنة ثمان وخمسين لولاية العهد والإدالة به من أخيه محمد فلحق بمراكش وخرج في ركاب أخيه الخليفة عبد المؤمن لما نهض للجهاد وأدركته المنية بسلا في جمادى الأخيرة من هذه السنة ودفن بتينمللي إلى جانب المهدى والله أعلم * (دولة الخليفة يوسف بن عبد المؤمن) * لما هلك عبد المؤمن أخذ البيعة على الناس السيد أبو حفص لأخيه أبى يعقوب باتفاق من الموحدين كافة ورضا من الشيخ أبى حفص خاصة واستقل في رتبة وزارته ورجعوا إلى مراكش وكان السيد أبو حفص هذا وزيرا لأخيه عبد المؤمن واستوزره عند نكبة عبد السلام الكومي فرجعه من إفريقية سنة خمس وخمسين وكان أبو على ابن جامع متصرفا بين يديه في رسم الوزارة إلى أن هلك عبد المؤمن فأخذ أبو حفص البيعة لأخيه أبى يعقوب ثم هلك اثر وفاة عبد المؤمن ابنه السيد أبو الحسن صاحب فاس والسيد أبو محمد صاحب بجاية في طريقه إلى الحضرة ثم استقدم أبو يعقوب السيد أبا سعيد من غرناطة سنة ستين فقدم ولقيه السيد أبو حفص بسبتة ثم صرح الخليفة أبو يعقوب معه أخاه السيد أبا حفص إلى الأندلس في عسكر الموحدين لما بلغه ان الحاج بن مردنيش علا قرطبة بعد أن احتشد معه قبائل العرب رغبة ورياح والأثبج فأجاز البحر وقصد ابن مردنيش وقد جمع جمعه وأولياءه من النصارى ولقبهم عساكر الموحدين بفحص مرسية فانهزم ابن مردنيش وأصحابه وفر إلى مرسية من سبتة ونازله الموحدون بها ودوخوا نواحيه وانصرف السيد أبو حفص وأخوه أبو سعيد سنة احدى وستين إلى مراكش وخمدت نار الفتنة من ابن مردنيش وعقد
(٢٣٨)