إلى صقلية وركب منها إلى ميورقة ونزل في بعض قراها وأعمل الحيلة في تملك البلد فاستولى عليه وأضرم نار الفتنة بإفريقية ونازل علي بن غانية بلاد الجريد وتغلب على الكثير منها وبلغ الخبر باستيلائه على نفصة فخرج المنصور إليه من مراكش سنة ثنتين وثمانين ووصل فاس فأراح بها وسار إلى رباط تازا ثم سار إلى التعبية إلى تونس وجمع ابن غانية من إليه من الملثمين مين والاعراب وجاء معه قرقش الغزي صاحب طرابلس فسرح إليهم المنصور عساكره لنظر السيد أبى يوسف بن السيد أبى حفص ولقيهم بغمرة فانفض جموع الموحدين وأفلت المعركة عن قتل علي بن الروبرتير وأبى علي بن يغمور وفقد الوزير عمر بن أبي زيد ولحق فلهم بقفصة فأثخنوا فيهم قتلا ونجا الباقون إلى تونس وخرج المنصور متلافيا خبر الواقع في هذا الحال ونزل القيروان وأغذ السير إلى الحامة فتشاور الفريقان وتزاحفوا فكانت الدبرة على ابن غانية وأحزابه وأفلت من المعركة بذماء نفسه ومعه خليله قراقش وأتى القتل على كثيرهم فصبح المنصور قابس فافتتحها ونقل من كان بها من حرم ابن غانية وذويه في البحر إلى تونس وثنى العنان إلى تونس فافتتحها وقتل من وجد بها ثم إلى قفصة فنازلها أياما حتى نزلوا على حكمه وأمن أهل البلد والاغراب أصحاب قراقش وقتل سائر الملثمين ومن كان معهم من الحشود وهدم أسوارها وانكفأ راجعا إلى تونس فعقد على إفريقية للسيد أبى زيد وقفل إلى المغرب سنة أربع وثمانين ومر بالمهدية واستجر على طريق تاهرت والعباس بن عطية أمير بنى توجين دليله إلى تلمسان فنكب بها عمه السيد أبا إسحاق لشئ بلغه عنه وأحفظه ثم ارتحل إلى مراكش ورفع إليه ان أخاه السيد أبا حفص والى مرسية الملقب بالرشيد وعمه السيد أبا الربيع والى تادلا عندما بلغهم خبر الوقيعة بغمرة حدثوا أنفسهم بالتوثب على الخلافة فلما قدما عليه للتهنئة أمر باعتقالهما برباط الفتح خلال ما استملى امرهما ثم قتلهما وعقد للسيد أبى الحسن بن السيد أبى حفص على بجاية وقصد يحيى بن غاية قسنطينة فزحف إليه السيد أبو الحسن من بجاية فهزمه ودخل قسنطينة ودخل ابن غانية إلى نسيا كره فقطع نخلها وفتحها عنوة ثم حاصر قسنطينة فامتنعت عليه فارتحل إلى بجاية وحاصرها وكثر عيثه بإفريقية إلى أن كان من خبره ما يذكر ان شاء الله تعالى والله أعلم * (اخباره في الجهاد) * بلغه تغلب العدو على قاعدة شلب وانه أوقع بعسكر إشبيلية وترددت سراياهم على واحيها واقتحم كثيرا من حصونها وخاطبه السيد أبو يوسف بن حفص صاحب
(٢٤٤)