وكان من خبرها ان محمد بن إسحاق لما فصل اخوته على ويحيى إلى إفريقية وولى على ميورقة أخاهم طلحة داخل محمد بعض الحاشية وخرج من الاعتقال هو وابن الروبرتير وقام بدعوة المنصور وبعث بها مع ابن الروبرتير فبعث المنصور أسطوله مع أبي العلا بن جامع لتملك ميورقة فأبى محمد من ذلك وأرسل طاغية برشلونة في المدد بجند من النصارى يستخدمهم فأجابه وانتقض عليه أهل ميورقة لذلك وخشوا عادية المنصور فطردوا محمد بن إسحاق وولوا عليهم أخاه تاشفين وبلغ ذلك عليا وهو على قسنطينة فبعث اخوته عبد الله والغاني فداخلوا بعض أهل البلد وعزلوا تاشفين وولوا عبد الله وبعث المنصور أسطوله مرارا مع أبي العلا بن جامع ثم مع يحيى ابن الشيخ إبراهيم الهزرجي فامتنعوا عليهم وقتلوا منهم خلقا وقوى أمره وذلك سنة ثلاث وثمانين ثم لما هلك المنصور بعث الناصر أسطوله مع عمه السيد أبى العلا والشيخ أبى سعيد بن أبي حفص فنازلوه وانخذل عنه أخوه تاشفين بالناس ودخل البلد عنوة واستفتحت وقتل وانصرف السيد إلى مراكش وولى عليها عبد الله بن طاع الله الكومي ثم ولى الناصر عليها عمه السيد أبا زيد وجعل ابن طاع الله على قيادة البحر وبعد السيد أبى زيد وليها السيد أبو عبد الله بن أبي حفص بن عبد المؤمن ثم أبو يحيى علي بن أبي عمران التينمللي ومن يده أخذها النصارى سنة سبع وعشرين وستمائة والله تعالى أعلم * (خبر إفريقية وتغلب ابن غانية عليها ولاية أبى محمد بن أبي الشيخ أبى حفص) * لما هلك المنصور قوى أمر ابن غانية بإفريقية وولى الناصر السيد أبا ريد والشيخ أبا سعيد بن أبي حفص ويقال ان المنصور ولاهما وكثر الهرج بإفريقية وثار بالمهدية محمد بن عبد الكريم الرجراجي ودعا لنفسه ونازع ابن غانية والموحدين الامر ويسمى صاحب قبة الأديم محمد بن عبد الكريم الركراكي ونزل تونس وعاث في قراها سنة ست وتسعين ونازل ابن غانية بفاس فامتنع عليه وكان محمد بن مسعود البلطي شيخ رياح من أشياعه فانتقض عليه وراجع ابن غانية فأتيح له الظهور على محمد بن عبد الكريم وقصده وهو على قفصة فهزمه واتبعه إلى المهدية فنازله بها وبعث إلى صاحب تونس في المدد بأسطوله قائده فضاقت حال ابن عبد الكريم فسأل الأمان من ابن غانية فأمنه وخرج إليه فتقبض عليه واستولى على المهدية سنة تسع وتسعين وبعث الناصر أسطوله في البحر مع عمه أبى العلا وعساكر الموحدين مع السيد أبى الحسن بن أبي حفص ابن عبد المؤمن ونازلوا ابن عبد الكريم قبل استيلاء ابن غانية عليها فادعى ابن عبد الكريم بأنه حافظ للحسن من العدو لا يمكنه الا لثقة الخليفة وانصرف السيد أبو الحسن إلى بجاية موضع عمله وقسم العسكر بينه وبين أخيه السيد أبى زيد صاحب
(٢٤٧)