* (دولة علي بن يحيى) * ولما هلك يحيى بن تميم ولى على ابنه استقدم لها من صفاقس فقدم في خفارة أبى بكر بن أبي جابر عن عسكر ونظرائه من أمراء العرب وكان أعظم أمراء عساكر صنهاجة محاض بن لقط الاحم فاجتمعوا إليه وتمت بيعته ونهض إلى حصار تونس حتى استقام أحمد بن خرايان على الطاعة وفتح جبل وسلات وكان ممتنعا على من سلف من قومه فجرد إليه عسكرا مع ميمون بن زياد الصخري المعادي من أمراء العرب فافتتحوه وقتلوا من كان به ووصل رسول الخليفة من مصر بالمخاطبات والهدايا على العادة ثم نهض إلى معصار رافع بن مكن بفاس سنة احدى عشرة وخمسمائة ودون لها قبائل بادغ من بنى على احدى بطون رياح كما نذكره في أخبار رافع ثم حدثت الفتنة بين رجار صاحب صقلية بمحلات رجار الرافع بن كامل عليه وامداده إياه بأسطوله بغير على ساحل علي بن يحيى ويرصد أساطيله فاستخدم علي بن يحيى الأساطيل وأخذ في الأهبة للحرب وهلك سنة خمس عشرة وخمسمائة والله اعلم * (دولة الحسن بن علي) * ولما هلك علي بن يحيى بن تميم ولى بعده ابنه الحسن بن علي غلاما يفعة ابن ثنتي عشرة سنة وقام بأمره مولاه صندل ثم مات صندل وقام بأمره مولاه موفق وكان أبوه أصدر المكاتبة إلى رجار عند الوحشة يهدده بالمرابطين ملوك المغرب ولما كان بينهما وبينهم المكاتبة واتفق أن غزا أحمد بن ميمون قائد أسطول المرابطين صقلية وافتتح قرية منها فسباها وقتل أهلها سنة ست عشرة فلم يشك رجار أن ذلك باملاء الحسن فنزلت أساطيله إلى المهدية وعليهم عبد الرحمن بن عبد العزيز وجرجي بن محاييل الأنطاكي وكان جرجي هذا نصرانيا هاجر من المشرق وقد تعلم اللسان وبرع في الحساب وتهذب في الشأم بأنطاكية وغيرها فاصطنعه تميم واستولى عليه وكان يحيى يشاوره فلما هلك تميم أعمل جريحي الحيلة في اللحاق برجار فلحق به وحظي عنده واستعمله على أسطوله فلما استعجم على حصار المهدية بعثه لذلك فزحف في ثلاثمائة مركب وبها عدد كثير من النصرانية فيهم ألف فارس وكان الحسن قد استعد لحربهم فافتتح جزيرة قوصرة وقصدوا إلى المهدية ونزلوا إلى الساحل وضربوا الأبنية وملكوا قصر الدهانين وجزيرة الأملس وتكرر القتال فيهم إلى أن غلبهم المسلمون وأقلعوا راجعين إلى صقلية بعد أن استمر القتل فيهم ووصل بأكثر ذلك محمد بن ميمون قائد المرابطين بأسطوله فعاث في نواحي صقلية واعتزم رجار على إعادة الغزو إلى المهدية ثم وصل أسطول يحيى بن العزيز صاحب بجاية لحصار المهدية ووصلت عساكره في البر مع قائده مطرف بن علي بن
(١٦١)