ثلاث سنين خاصة خلاف ما يستحكم صلاحها وأن يحكم فيمن يقيم معه من العسكر فتقبل شرطه ورجع الناصر إلى مراكش فدخلها في ربيع سنة أربع وستمائة وقدم عبد العزيز بن أبي زيد اللهثاني على الاشغال بالعدوتين وكان على الوزارة أبو سعيد بن جامع وكان صديقا لابن عبد العزيز وعند مرجعه من إفريقية توفى السيد أبو الربيع بن عبد الله بن عبد المؤمن صاحب بجاية وقد كان أبو الربيع هذا ولى بجاية من قبل وهو الذي جدد للربيع وكان بنو حماد شيدوها من قبل فأصابها الحريق وجددها السيد أبو الربيع وفى سنة خمس بعدها عقد للسيد أبى عمران بن يوسف بن عبد المؤمن على تلمسان أدال به من السيد أبى الحسن فوصل إلى تلمسان في عساكر الموحدين وتطوف أقطارها وزحف إليه ابن غانية هنا لك فانفض الموحدون وقتل السيد أبو عمران وارتاع باهل تلمسان وأسرع السيد أبو زكريا من فاس إليها فسكن نفوسهم خلال ما عقد الناصر لابي زيد بن يوجان على تلمسان وسرحه في العساكر فنزل بها وفر ابن غانية إلى مكانه من قاصية إفريقية ومعه محمد بن مسعود البلط شيخ الزواودة من رياح وغيره من اعراب رياح وسلم واعترضهم أبو محمد بن أبي حفص فانكشفوا واستولى الموحدون على محلاتهم وما بأيديهم ولحقوا بجهات طرابلس ورجع عنهم سير بن إسحاق آخذا بدعوة الموحدين وفى هذه السنة عقد الناصر على جزيرة ميورقة لابي يحيى بن أبي الحسين بن أبي عمران أدال به من السيد أبى عبد الله بن أبي حفص وعقد على بلنسية وعلى مرسية لابي عمران بن ياسين الهنتاتي أدال به من أبى الحسن بن زكاك وعقد للسيد أبى زيد على كورة جيان أدال به من أبى موسى بن أبي حفص وعقد للسيد أبى إبراهيم بن يوسف على أشبيلية ولأبي عبد الله بن أبي يحيى بن الشيخ أبى حفص على غرناطة إلى أن كان ما يذكر ان شاء الله تعالى * (أخباره في الجهاد) * لما بلغ الناصر تغلب العدو على كثير من حصون بلنسية أهمه ذلك وأقلقه وكتب إلى الشيخ أبى محمد بن أبي حفص يستشيره في الغزو فأبى عليه فخالفه وخرج من مراكش سنة تسع ووصل إشبيلية واستقر بها واستعد للغزو ثم رجع من إشبيلية وقصد بلاد ابن اذفونش فافتتح قلعة شلبطرة والبخ في طريقه ونازل الطاغية قلعة رياح وبها يوسف ابن قادس وأخذ بمخنقه فصالحه على النزول ووصل إلى الناصر فقتله وصار على التعبية إلى الموضع المعروف بالعقاب وقد استعد له الطاغية وجاءه طاغية برشلونة مددا بنفسه فكانت الدبرة على المسلمين فانكشفوا في بوم بلاء وتمحيص أواخر صفر سنة تسع وستمائة وانكفأ راجعا إلى مراكش فهلك في شعبان من السنة بعدها وكان ابن
(٢٤٩)