من تيار تلك الصدمة فلحق بالمشرق وقضى فرضه ثم عاد إلى المغرب وفر بإفريقية ولحق بتلمسان وأغرى أبو حمو بالحركة على بجاية فكان ما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن حجابة أبى عبد الرحمن بن عمر ومصاير أمره) * هو يعقوب بن أبي بكر بن محمد بن عمر السلمي وكنيته أبو عبد الرحمن كان جده محمد فيما حدثني أهل بيتهم قاضيا بشاطبة وخرج مع الجالية أيام العدو إلى تونس ونزل بالربع الجوفي أيام السلطان أبى عصيدة وانتقل ابناه أبو بكر ومحمد إلى قسنطينة ونزلا على ابن أوقتان العامل عليها من مشيخة الموحدين لعهد الأمير أبى زكريا الأوسط فأوسعهما عناية وتكريما وولى أبا بكر على الديوان واستخلصه لنفسه وكان يتردد إلى الحضرة ببجاية في شؤونه فاتصل بمرجان الخصى من موالي الأمير أبى زكريا وخواص داره واستخدم على يد الأمير خالد وأمه من كرائم السلطان فحظي عندهم وتزوج ابنه يعقوب من بنات القصر وخوله ونشأ في جو تلك العناية وأعلقوا بصحبة الحاج فضل قهرمان دار السلطان وخاصته فاستخدم له سائر أيامه إلى أن هلك وكان الحاج فضل كثيرا ما يتردد إلى الأندلس لاستجادة الثياب منها وبعثه السلطان آخر امره إلى الأندلس فاستصحب ابن عمر وهلك الحاج فضل هنا لك فعدل السلطان عن خطاب ابنه محمد إلى خطاب ابن عمر فأمره باتمام ذلك العمل والقدوم به فقدم هو وابن الحاج فضل وساء لهما السلطان عن عملهما فكان ابن عمر أوعى من صاحبه فحلى بعينه وخف عليه واعتلق بذمة من خدمته أحظته عند السلطان ورقته فاستعمل في الجباية ثم قلد أعمال الاشغال وزاحم ابن أبي حي وعبد الله الرخامي وغصوا به فأغروا السلطان بنكبته فنكبه وأشخصه إلى الأندلس فأقام هنا لك واستعطف السلطان أبا البقاء بعد مهلك أبيه وتشفع بوسائل خدمته فاستقدمه وقدم على على وحسين ابني الرنداحي وركب معهما البحر إلى بجاية في مغيب ابن أبي حي كما ذكرناه فقلد السلطان حجابته ليعقوب بن عمر وقدم على الاشغال عبد الله الرخامي وكان ناهضا في أمور الحجابة لمباشرتها مع مخدومه فأصبح رديفا لابن عمر وغص بمكانه فأغرى به السلطان ودله على مكان تثريبه وعلى عداوته فنكب وصودر وامتحن وغرب إلى ميورقة حتى افتداه يوسف بن يعقوب سلطان بنى مرين من أسره واستقدمه ليقلده أشغاله عن تنكره لعبد الله بن أبي مدين كما نذكره في اخباره فهلك يوسف بن يعقوب دون ما أمل من ذلك وأقام الرخامي بتلمسان وبها كان مهلكه واستقل يعقوب بن عمر بأعباء خطته واضطلع بها وفوض إليه السلطان في الابرام والنقض فحول المراتب بنظره وأجرى الأمور على غرضه وكان أول ما أتاه صرعته لمرجان مصطنعه ملا صدر السلطان عليه وحذره مغبته فتقبض
(٣١٧)