{الخبر عن ثورة رافع بن مكن بن مطروح بطرابلس والعرامي بصفاقس على النصارى واخراجهم واستبدادهم بأمر يلدهم في آخر دولة بنى باديس} أما طرابلس فكان رجار صاحب صقلية لعنه الله قد استولى عليها سنة أربعين وخمسمائة على يد قائده جرجي بن مخاييل الأنطاكي وأبقى المسلمين بها واستعمل عليهم وبقيت في مملكة النصارى أياسا ثم إن أبا يحيى بن مطروح من أعيان البلد مشى في وجوه الناس وأعيانهم وداخلهم في الفتك بالنصارى فاجتمعوا لذلك وثاروا بهم وأحرقوهم بالنار ولما وصل عبد المؤمن إلى المهدية وافتتحها سنة خمس وخمسين وفد عليه أبو يحيى بن مطروح ووجوه أهل طرابلس فأوسعهم برا وتكرمة وقدم ابن مطروح المذكور وردهم إلى بلدهم فلم يزل عليهم إلى أن هرم وعجز بعد يوسف بن عبد المؤمن وطلب الحج فسرحه السيد أبو زيرى بن أبي حفص محمد بن عبد المؤمن عامل تونس فارتحل في البحر سنة ست وثمانين واستقر بالإسكندرية وأما صفاقس فكانت ولاتها أيام بنى باديس من صنهاجة قبيلهم إلى أن ولى المعز بن باديس عليها منصور البرغواطى من صنائعه وكان فارسا مقداما فحدث نفسه بالثورة أيام تغلب العرب على إفريقية وخروج المعز إلى المهدية ففتك به ابن عمه حمو بن مليل البرغواطى وقتله في الحمام غدرا وامتعض له حلفاؤه من العرب وحاصروا حمو حتى بذل لهم من المال ما رضوا به واستبد حمو بن مليل بأمر صفاقس حتى إذا هلك المعز حدثته نفسه بالتغلب على المهدية فزحف إليها في جموعه من العرب ولقيه تميم فانهزم حمو وأصحابه سنة خمس وخمسين ثم بعث ابنه يحيى مع العرب لحصار صفاقس فحاصرها مدة وأقلع عنها وزحف إليه تميم بن المعز سنة ثلاث
(١٦٨)