طهر بلادك منهم انهم نجس * ولا طهارة ما لم تغسل النجسا وأوطئ الفيلق الجزار أرضهم * حتى يطأطئ رأسا كل من رأسا وانصر عبيدا بأقصى شرقها شرق * عيونهم أدمعا تهمى زكا وخسا هم شيعة الامر وهي الدار قد نهكت * داء متى لم تباشر جسمه انتكسا املا هنيئا لك التمكين ساحتها * جردا سلاهب أو خطية دغسا واضرب لها موعدا للفتح نرقبه * لعل يوم الأعادي قد أتى وعسى فأجاب الأمير أبو زكريا داعيتهم وبعث إليهم أسطوله مشحونا بمدد الطعام والأسلحة والمال مع أبي يحيى بن يحيى بن الشهيد بن إسحاق بن أبي حفص وكانت قيمة ذلك مائة ألف دينار وجاءهم الأسطول بالمدد وهم في هوة الحصار فنزل بمرسى دانية واستفرغ المدد بها ورجع بالناض إذ لم يخلص إليه من قبل ابن مردنيش من يتسلمه واشتد الحصار على أهل بلنسية وعدمت الأقوات وكثر الهلاك من الجوع فوقعت المراودة على تسليم البلد فتسلمها جانبه ملك أرغون في صفر سنة ست وثلاثين وخرج عنها ابن مردنيش إلى جزيرة شقر فأخذ البيعة على أهلها للأمير أبى زكريا ورجع ابن الابار إلى تونس فنزل على السلطان وصار في جملته وألح العدو على حصار ابن مردنيش بجزيرة شقر وأزعجه عنها إلى دانية فدخلها في رجب من سنته وأخذ عليهم البيعة للأمير أبى زكريا ثم داخل أهل مرسية وقد كان بويع بها أبو بكر عزيز بن عبد الملك بن خطاب في مفتتح السنة فاقتحمها عليه في رمضان من سنته فقتله وبعث بيعتهم إلى الأمير أبى زكريا وانتظمت البلاد الشرقية في طاعته وانقلب وفد ابن مردنيش إليه من تونس بولايته على عمله سنة سبع وثلاثين ولم يزل بها إلى أن غلبه ابن هود على مرسية وخرج عنها إلى لمنت الحصون سنة ثمان وثلاثين إلى أن أخذها طاغية برشلونة من يده سنة أربع وأربعين وأجاز إلى تونس والبقاء لله وحده * (الخبر عن الجوهري وأوليته ومآل أمره) * اسم هذا الرجل محمد بن محمد الجوهري وكان مشتهرا بخدمة ابن اكمازير الهنتاتي والى سبتة وغمارة من اعمال الغرب وكان حسن الضبط متراميا إلى الرياسة ولما ورد على تونس وتعلق باعتمال السلطان نظر فيما يزلفه ويرفع من شأنه فوجد جباية أهل الخيام بإفريقية من البرابرة الموطنين من الاعراب غير منظبطة ولا محصية في ديوان فنسبه على انها مأكلة للعمال ونهبة للولاة فدفع إليها فأنهى جبايتها وصارت عملا منفردا يسمى عمل العمود وصار له بذلك بين العمال ذكر جذب له السلطان أبو زكريا بضبعه وعول على نصيحته وآثره باختصاصه ووافق ذلك موت أبى الربيع الكنفيسى المعروف بابن
(٢٨٥)