نجيب وتوفى سنة ثنتين وعشرين ومائتين وملك بعده يلتان وقام بأمرهم وتوفى سنة سبع وثمانين ومائتين وقام بأمرهم بعده ابنه تميم لي سنة ست وثلثمائة وقتله صنهاجة وافترق أمرهم اه كلام ابن أبي زرع وقال غيره كان من أشهرهم تيزا وابن وانشق بن بيزا وقيل يرويان ابن واستولى ابن يزار ملك الصحراء بأسرها على عهد عبد الرحمن الناصر وابنه الحكم المنتصر في المائة الرابعة وفى عهد عبيد الله وابنه أبى القاسم من خلفاء الشيعة كان يركب في مائة ألف نجيب وعمله مسيرة شهرين في مثلها ودان له عشرون ملكا من ملوك السودان يعطونه الجزى وملك من بعده بنوه ثم افترق أمرهم من بعد ذلك وصار ملكهم طوائف ورياستهم شيعا قال ابن أبي زرع افترق أمرهم بعد تميم بن يلتان مائة وعشرون سنة إلى أن قام فيهم أبو عبيد الله بن تيفاوت المعروف بناشرت اللمتوني فاجتمعوا عليه وأحبوه وكان من أهل الدين والصلاح وحج وهلك لثلاثة أعوام من رياسته في بعض غزواته وقام بأمرهم صهره يحيى بن إبراهيم الكندالي وبعده يحيى بن عمر بن تلا كاكين اه كلامه وكان لهذه الطبقة ملك ضخم بالمغرب والأندلس أولا وبأفريقية بعده فنذكره الآن على نسقه {الخبر عن دولة المرابطين من لمتونة وما كان لهم بالعدوتين من الملك وأولية ذلك ومصايره} كان هؤلاء الملثمون في صحاريهم كما قلناه وكانوا على دين المجوسية إلى أن ظهر فيهم الاسلام لعهد المائة الثالثة كما ذكرناه وجاهدوا جيرانهم من السودان عليه فدانوا لهم واستوسق لهم الملك ثم افترقوا وكانت رياسة كل بطن منهم في بيت مخصوص فكانت رياسة لمتونه في بني ورتانطق بن منصور بن مصالحة بن المنصور بن مزالت بن أميت بن رتمال بن ثلميت وهو لمتونة ولما أفضت الرياسة إلى يحيى بن إبراهيم الكندالي وكان له صهر في بني ورتانطق هؤلاء وتظاهروا على امرهم وخرج يحيى بن إبراهيم لقضائه فرصة في رؤساء من قومه في سنى أربعين وأربعمائة فلقوا في منصرفهم بالقيروان شيخ المذاهب المالكي أبو عمران الفاسي واغتنموا ما متعوا به من عهده وما شافههم به من فروض أعيانهم من فتاويه ورياسة الأمير يحيى ويصحبهم من تلميذه من يرجعون إليه في نوازلهم وقضايا بينهم فندب تلميذه إلى ذلك حرصا على ايصال الخير إليهم لما رأى من رغبتهم فيه فاستوعروا مسغبة بلادهم وكتب لهم الفقيه أبو عمران إلى الفقيه محمد وكاك ابن رلو اللمطي بسجلماسة من الآخذين عنه وعهد إليه أن يلتمس لهم من يثق بدينه وفقهه ويروض نفسه على مسغبة أرضهم في معاشه فبعث معهم عبد الله بن ياسين بن بك الجزولي ووصل معهم بعلمهم القرآن ويقيم لهم الدين ثم هلك يحيى بن إبراهيم وافترق
(١٨٢)