سليمان في عسكر من الموحدين وأبقى بران بن محمد على الجباية فخرج يوسف ودوخ اعمال البطروجي بلبلة وطليطلة وعمل ابن قيسي بشلب ثم أغار على جبيرة وأطاعه عيسى بن ميمون صاحب شنتمرية وغزا معهم وأرسل محمد بن علي بن الحاج صاحب بطليوس بهداياه فتقبلت ورعيت له ورجع يوسف إلى إشبيلية وفى أثناء ذلك استغلظ الطاغية على يحيى بن علي بن غانية بقرطبة وألح على جهاته حتى نزل له عن ماسة ورندة وتغلب على الاشبونة وطرطوشة ولاردة وافراغه وشنتمرية وغيرها من حصون الأندلس وطالب ابن غانية بالزيادة في بيته أو الافراج له عن قرطبة فأرسل ابن غانية بران بن محمد واجتمعا باستجة وضمن له بران امداد الخليفة على أن يتخلى عن قرطبة وقرمونة فغدر باقماطه واقتلعهم بقلعة ابن سعيد وأفرج الطاغية عن جيان ولحق هو بغرناطة وبها ميمون بن بدر اللمتوني في جماعة من المرابطين قصده ابن غانية ليحمله على مثل حاله مع الموحدين فكان مهلكه بها في شعبان سنة ثلاث وأربعين وقبره بها معروف لهذا العهد وانتهز الطاغية فرصة في قرطبة فزحف إليها ودفع الموحدون بإشبيلية أبا المغمر بن عزرون لحمايتها ووصل إليه مدد يوسف البطروجي من لبلة وبلغ الخبر عبد المؤمن فبعث إليها عسكرا من الموحدين لنظر يحيى بن يغمور ولما دخلها أفرج عنها الطاغية لأيام من مدخله وبادر الثوار إلى يحيى بن يغمور في طلب الأمان من عبد المؤمن ثم تلاحقوا به بمراكش فتقبلهم وصفح لهم ونهض إلى مدينة سلا سنة خمس وأربعين واستدعى منها أهل الأندلس فوفدوا عليه وبايعوه جميعا وبايعه الرؤساء من الثوار على الانخلاع من الامر مثل سدراتي بن وزير صاحب باجة وباثورة والبطروجي صاحب لبلة وابن عزرون صاحب شريش ورندة وابن الحجام صاحب بطليوس وعامل بن مهيب صاحب طلبيرة وتخلف ابن قيسي وأهل شلب عن هذا الجمع فكان سببا لقتله من بعده ورجع عبد المؤمن إلى مراكش وانصرف أهل الأندلس إلى بلادهم واستصحب الثوار فلم يزالوا بحضرته والله تعالى أعلم * (فتح إفريقية وشؤونها) * ثم بلغ عبد المؤمن ماهيج إفريقية عليه من اختلاف الأمراء واستطالة العرب عليها بالعيث والفساد وانهم حاصروا مدينة القيروان وان موسى بن يحيى الرياحي المرداسي دخل مدينة باجة وملكها فأجمع الرحلة إلى غزو إفريقية بعد أن شاور الشيخ أبا حفص وأبا إبراهيم وغيرهما من المشيخة فوافقوه وخرج من مراكش في أواخر سنة ست وأربعين موريا بالجهاد حتى انتهى إلى سبتة واستوضح أحوال أهل الأندلس ثم رحل عن سبتة موريا بمراكش وأغذ السير إلى باجة فدخل الجزائر على حين غفلة وخرج إليه الحسن
(٢٣٥)