ظفر بالمعز بن مطاع وزير حمزة وكان رأس النفاق والفرية فتقبض عليه وقتله وبعث برأسه إلى الحضرة ونصب بها ووقع ذلك من مولانا السلطان أحسن المواقع ووفد بعدها على الحضرة فبايع لها بالعهد في آخر سنته في محفل شهده الملا من الخاصة والكافة بإيوان ملكه وكان يوما مشهودا قرئ فيه العهد على الكافة وانفصلوا منه داعين للسلطان وراجع بنو حمزة الطاعة بعدها واستقاموا عليها إلى أن كان من أمرهم ما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن مهلك الحاجب ابن عبد العزيز وولاية أبى محمد بن تافراكين من بعد وما كان على تفيئة ذلك من نكبة ابن الحكيم} هذا الرجل اسمه أحمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الغساني وكنيته أبو القاسم وأصل سلفه من الأندلس انتقلوا إلى مراكش واستخدموا بها للموحدين واستقر أبوه إسماعيل بتونس ونشأ أبو القاسم بها واستكتبه الحاجب ابن الدباغ ولما دخل السلطان أبو البقاء خالد إلى تونس ونكب ابن الدباغ لجأ ابن عبد العزيز إلى الحاجب ابن عمر وخرج من تونس إلى قسنطينة واستقر ظافر الكبير هنا لك فاستخدمه إلى أن غرب إلى الأندلس كما قدمناه واستعمله ابن عمر على الاشغال بقسنطينة سنة ثلاث عشرة فقام بها وتعلق بخدمة ابن القالون واستعمله على أشغال تونس ثم كانت سعايته في ابن القالون مع المزوار بن عبد العزيز إلى أن فر ابن القالون سنة احدى وعشرين وولى الحجابة المزوار بن عبد العزيز وكان أبو القاسم بن عبد العزيز هذا رديفه لضعف أدواته ولما هلك ابنه عبد العزير المزوار بقي أبو القاسم بن عبد العزيز يقيم الرسم إلى أن قدم سيد الناس من بجاية وتقلد الحجابة كما قدمناه فغص بمكان ابن عبد العزيز هذا وأشخصه عن الحضرة وولاه أعمال الحامة ثم استقدم منها عندما ظهر عبد الواحد اللحياني بجهات قابس فلحق بالسلطان في حركته إلى تيمرزدكت وأقام في جملة السلطان إلى أن نكب ابن سيد الناس وولى الحجابة بالحضرة كما ذكرت ذلك كله من قبل إلى أن هلك فاتح سنة أربع وأربعين فعقد السلطان على حجابته لشيخ الموحدين أبى محمد بن عبد الله بن تافراكين وكان بنو تافراكين هؤلاء من بيوت الموحدين في تيخلال ومن ايت الخميس وولى عبد المؤمن كبيرهم عمر بن تافراكين على قابس أول ما ملكها الموحدون سنة أربعين وخمسمائة إلى أن فتحوا مراكش فكان عبد المؤمن يستخلفه عليها أيام مغيبه عنها على الامارة والصلاة ولما ثار بمراكش عبد العزيز وعيسى ابنا أوامغر أخو الامام المهدى سنة احدى وخمسين كان مغيبه عنها على أول ثورتهم ان اعترضوا عمر بن تافراكين عند ندائه بالصلاة فقتلوه وفضحهم الصبح فاستلحمهم العامة ثم كان ابنه عبد
(٣٤٨)