بها واستمرت أيام المنصور في هدنة وموادعة إلى أن ظهر بنو مرين بجهات فاس سنة ثلاث عشرة فخرج إليهم واليها السيد أبو إبراهيم في جموع الموحدين فهزموه وأسروه ثم عرفوه وأطلقوه ثم وصل الخبر بمهلك أبى محمد بن أبي حفص صاحب إفريقية فولى عليها أبا العلى أخا المنصور وكان واليا بإشبيلية فعزل وولى على إفريقية سعاية بن مثتى خاصة السلطان فتوجه إليها كما يذكر في أخبار بنى أبى حفص وخرج بناحية فاس رجل من العبيديين انتسب للعاضد وتسمى بالمهدي فبعث السيد أبو إبراهيم أخو المنصور إلى فاس إلى شيعته وبذل لهم المال فنقضوا عليه وساقوه إليه فقتل وفى سنة تسع عشرة عقد المستنصر لعمه أبى محمد المعروف بالعادل على مرسية وعزله عن غرناطة وهلك سنة عشرين وقد التاثت الأمور فكان ما يذكر والله تعالى أعلم * (الخبر عن دولة المخلوع أخي المنصور) * لما هلك المستنصر في الأضحى من سنة عشرين اجتمع ابن جامع والموحدون وبايعوا للسيد أبى محمد عبد الواحد أخي المنصور فقام بالأمر وأمر بمطالبة ابن أشرفي بالمال وكتب أخوه لابي العلا بتجديد الولاية على إفريقية بعد أن كان المستنصر أوعز بعزله فأدركته الولاية ميتا فاستبد بها ابنه أبو زيد المشمر كما نذكره في أخبار إفريقية ونفذ المخلوع أمره باطلاق ابن يوجان فأطلق ثم صده ابن جامع عن ذلك وأنفذ أخاه أبا إسحاق في الأسطول ليغربه إلى ميورقة كما كان المستنصر أنفذه قبل وفاته وكان الوالي بمرسية أبو محمد عبد الله بن المنصور وأغراه ابن يوجان بالتوثب على الامر وشهد له أنه سمع من المنصور العهد له بالخلافة من بعد الناصر وكان الناس على كره ابن جامع وولاة الأندلس كلهم بنو منصور فأصغى إليه وكان مترددا في بيعة عمه فدعا لنفسه وتسمى بالعادل وكان اخوته أبو العلى صاحب قرطبة وأبو الحسن صاحب غرناطة وأبو موسى صاحب مالقة فبايعوه سرا وكان أبو محمد بن أبي حفص بن عبد المؤمن المعروف بالبياسي صاحب جيان وعزله المخلوع بعمه أبى الربيع بن أبي حفص فانتقض وبايع للعادل وزحف مع أبي العلى صاحب قرطبة وهو أخو العادل إلى إشبيلية وبها عبد العزيز أخو المنصور والمخلوع فدخل في دعوتهم وامتنع السيد أبو زيد بن أبي عبد الله أخي البياسي عن بيعة العادل وتمسك بطاعة المخلوع وخرج العادل من مرسية إلى إشبيلية فدخلها مع أبي زيد بن يوجان وبلغ الخبر إلى مراكش فاختلف الموحدون على المخلوع وبادروا بعزل ابن جامع وتغريبه إلى هسكورة وقام بأمر هنتاتة أبو زكريا يحيى بن أبي يحيى السيد ابن أبي حفص وبأمر تينملل يوسف بن علي وبعث على أسطول البحر أبا إسحاق بن جامع وأنفذه لمنع الجواز من الزقاق وكان أسر إلى ابن جامع حين خرج إلى هسكورة أن
(٢٥١)