وأربعين كان استيلاء الطاغية على إشبيلية لسبع وعشرين من رمضان ولما بلغ السيد بيعة أهل إشبيلية وسبتة للأمير أبى زكريا إلى ما كان من تغلبه على تلمسان وأمر يغمراسن بدعوته ثم ما كان من بيعة أهل مكناسة وأهل سجلماسة أعمل نظره في الحركة إلى تلمسان ثم إلى إفريقية وخرج إلى مراكش في ذي الحجة من سنة خمس وأربعين ووافاه كانون بن جرمون فعاوده الطاعة واستحشد سفيان وجاء في جملة السعيد مع سائر القبائل من جشم ولما احتل السعيد بتازى وافاه وفد بنى مرين عن أميرهم أبى يحيى بن عبد الحق فاعطوه الطاعة وبعثوا معه عسكرا من قومهم مددا له ثم ثار السعيد إلى تلمسان فكان مهلكه بتامزردكت على يد بنى عبد الواد في صفر سنة ست وأربعين حسبما يشرح في أخبارهم ويقال ان ذلك كان بمداخلة من الخلط فاستولوا على المحلة وقتلوا عدوهم كانون وانفض العسكر إلى المغرب وقد اجتمعوا إلى عبد الله بن السعيد واعترضهم بنو مرين بجهات تازى فقتلوا عبد الله بن السعيد ولحق الفل بمراكش فبايعوا المرتضى كما يذكر ان شاء الله تعالى * (الخبر عن دولة المرتضى ابن أخي المنصور) * لما هلك لحق فل العسكر بعد مهلك السعيد بمراكش اجتمع الموحدون على بيعة السيد أبى حفص عمر بن السيد أبى إبراهيم اسحق وأخي المنصور واستقدموه لها من سلا فلقيه وافدهم بتامسنا من طريقه ومعه أشياخ العرب فبايعوه وتلقب المرتضى وعقد ليعقوب بن كانون على بنى جابر ولعمه يعقوب بن جرمون على عرب سفيان بعد أن كان قومه قدموه عليهم ودخل الحضرة فاستوزر أبا محمد بن يونس وتقبض على حاشية السعيد ثم وصل أخوه السيد أبو اسحق من الفل آخذا على طريق سجلماسة فاستوزره واستند عليه واستولى أبو يحيى بن عبد الحق وبنو مرين أن هلك السعيد على رباط تازى من يد السيد أبى على أخي أبى دبوس وأخرجوه فلحق بمراكش ثم استولوا بعدها على مدينة فاس سنة سبع وأربعين كما يذكر في أخبارهم بعد وفى هذه السنة ثار بسبتة أبو القاسم العز في وأخرج ابن الشهيد الوالي على سبتة من قرابة الأمير أبى زكريا صاحب إفريقية حول الدعوة للمرتضى حسبما يذكر في أخبار الدولة الحفصية وأخبار بنى العزفى وفى سنة تسع وأربعين وفد على المرتضى موسى بن زيان الونكاسي وأخوه على من قبائل بنى مرين أغروه بقتال بنى عبد الحق فخرج إليهم ولما انتهى إلى أمان ايملولى أشاع يعقوب بن رمون قضية الصلح بينهما فأصبحوا راحلين وقد استولى الجزع على قلوبهم فانفضوا وقعت الهزيمة من غير قتال ووصل المرتضى إلى الحضرة فعزل أبا محمد بن يونس عن وزارة لشئ بلغه عنه وأسكنه بحملته مع حاشيته وفر من حملته علي بن بدر إلى السوس سنة
(٢٥٨)