* (بنو عامر بن زغبة) * وأما بنو عامر بن زغبة فمواطنهم في آخر مواطن زغبة من المغرب الأوسط قبلة تلمسن مما يلي المعقل وكانت مواطنهم من قبل ذلك في آخرها مما يلي المشرق وكانوا مع في يزيد حيا جميعا وكانوا يغلبون غيرهم في مواطن حمزة والدهوس وبنى حسن ميرة اقواتهم في المصيف ولهم على وطن بنى يزيد ضريبة من الزرع متعارفة بين أهله لهذا العهد يقال إنها كانت لهم أزمان تغلبهم في ذلك الوطن وقيل إن أبا بكر بن زغبي في فتنته مع رياح غلبوه على الدهوس من وطنه فاستصرخ بنى عامر فجاؤوا لصريخه وعلى بنى يعقوب داود بن عطاف وعلى بنى حميد يعقوب بن معروف وعلى شافع بن صالح ابن بالغ وغلبوا رياحا بعز كان وفرض لهم على وطن بنى يزيد ألف غرارة واستمرت لهم عادة عليهم ولما نقلهم يغمراسن إلى مواطنهم هذه لمحاذاة تلمسان ليكونوا حجزا بين المعقل وبين وطنها استقروا هنالك يتقلبون في قعارها في المشاتي ويظهرون إلى التلول في المرابع والمصايف وكان فيهم ثلاثة بطون بنو يعقوب بن عامر وبنو حميد ابن عامر وبنو شافع بن عامر وهم بنو شقارة وبنو مطرف ولكل واحد من البطنين الآخرين أفخاذ وعمائر ولبنى حميد فصائل أخرى فمنهم بنو حميد ومن عبيد الحجر وهم بنو حجاز بن عبيد وكان له من الولد حجرش وهجيش ابني حجاز وحجوش حامد ومحمد ورياب ومن محمد الولالدة بنو ولاد بن محمد ومن رياب بنو رياب وهم معروفون لهذا العهد ومن عبيد أيضا العقلة بنو عقيل بن عبيد والمحارزة بنو محرز بن حمزة بن عبيد وكانت الرياسة على حميد لعلاق من هؤلاء المحارزة وهم الذين قبل حجوش جد بنى رياب وكانت الرياسة على بنى عامر كافة لبنى يعقوب على عهد يغمراسن وابنه لداود بن هلال بن عطاف بن رداد بن ركيش بن عياد بن منيع بن يعقوب منهم وكان بنو حميد أيضا بريشهم وشيخهم الا انه رديف لشيخ بن يعقوب منهم وكانت رياسة حميد لأولاد رياب بن حامد بن جوش بن حجاز بن عبيد بن حميد ويسمون الحجز وعلى عهد يغمراسن لمعرف بن سعيد بن رياب منهم وهو رديف لداود كما قلناه ووقعت بين عثمان وبين داود بن عطاف مغاضبة وسخطه عثمان لما أجاز الأمير أبا زكريا ابن السلطان أبى اسحق من آل أبي حفص حين فر من تلمسان طالب الخروج على الخليفة بتونس وكان عثمان بن يغمراسن في بيعته فاعتزم على رجعه فأبى داود من اخفار ذمته في ذلك ورحل معه حتى لحق بعطية بن سليمان من شيوخ الزواودة وتغلب على بجاية وقسنطينة كما يذكر في أخباره وأقطع داود بن هلال رعيا لفعلته وطنا من بلاد حمزة يسمى كدارة وأقام داود هنالك في مجالاتهم الأولى إلى أن نازل يوسف بن يعقوب تلمسان
(٥١)