علي بن غمر فأولاه السلطان من رضاه ما أحسب أمله وأقام بالحضرة إلى أن كان منه خلاف مع ابن أبي عمران ثم راجع الطاعة وقد أحفظ السلطان بولاية عدوه فلما عاد إلى تونس أوعز إلى مولاه نجاح وحملال بقتله فاغتالوه خارجا من بستانه فأشووه وهلك من جراحته والله اعلم {الخبر عن امارة الأمير أبى عبد الله على قسنطينة وأخيه الأمير أبى زكريا على بجاية وتولية ابن القالون على حجابتها} لما هلك ابن عمر أهم السلطان شأن بجاية لما كانت عليه من حال الحصار ومطالبة بنى عبد الواد فرأى أن يكشف الحامية بالثغور القريبة وينزل بها أبناءه للمدافعة والحماية وعقد على قسنطينة لابنه الأمير أبى عبد الله وعقد على بجاية لابنه الآخر الأمير أبى زكريا وجعل حجابتها لابي عبد الله بن القالون مستبدا عليها لمكان صغرهما وأكثف له الجند وأمره بالمقام ببجاية للممانعة من العدو الملح على حصارها وارتحلوا من تونس فاتح سنة عشرين في احتفال من العسكر والأصحاب والأبهة وأبقى خطة الحجابة خلوا ممن يقوم بها ابقاء على ابن القالون وبقي للتصرف في الأمور من رجالات السلطان أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الكردي الملقب بالمزوار وكان مقدما على بطانة السلطان المعروف بالدخلة وعلى الاشغال الكاتب أبو القاسم بن عبد العزيز وسنذكر أوليتهما بعد وانصرف إلى بجاية رافلا في حلل العز والتنويه إلى أن كان من أمره ما نذكره ان شاء الله تعالى والله أعلم {الخبر عن استقدام ابن القالون والإدالة منه بابن سيد الناس في بجاية وبظافر الكبير في قسنطينة} لما انصرف أبو عبد الله بن يحيى بن قالون إلى بجاية وخلا وجه السلطان فيه لبطانته عند ولايته ببجاية بثوا فيه السعايات ونصبوا له الغوائل وتولى كبر ذلك المزوار بن عبد العزيز بمداخلة أبى القاسم بن عبد العزيز صاحب الاشغال وعظمت السعاية فيه عند السلطان حتى داخلته فيه الظنة وعقد لمحمد بن سيد الناس على بجاية وقام بأمر حصارها وحجابة أميرها إلى أن استقدم للحجابة وكان من أمره ما نذكره ومر ابن قالون بقسنطينة في طريقه إلى الحضرة فحدثته نفسه بالامتناع بها وداخل مشيختها في ذلك فأبوا عليه فأشخصهم إلى الحضرة نكالا بهم ونمى الخبر بذلك إلى السلطان فأسرها لابن قالون وعزم على استضافة الحجابة بقسنطينة لابن سيد الناس فاستعفي مشيختها وأروه ان الأمين قريبه وابن أخيه وذكروه ثروة أبيه فأقصر عن ذلك وصرف اعتزامه إلى مولاه ظافر الكبير وذلك عند قدومه من المغرب وكان من خبره انه كان من موالي الأمير
(٣٣٢)