الخليفة على بجاية لأخيه السيد أبى زكريا وعلى إشبيلية للشيخ أبى عبد الله بن إبراهيم ثم أدال عنه بأخيه السيد أبى إبراهيم وأقر الشيخ أبا عبد الله على وزارته وعقد على قرطبة لأخيه السيد أبى اسحق وأقر السيد أبا سعيد على غرناطة ثم نظر الموحدون في موضع العلامات في المكتوبات بخط الخليفة فاختاروا الحمد لله وحده لما وقفوا عليها بخط الامام المهدى في بعض مخاطبانه فكانت علامتهم إلى آخر دولتهم والله تعالى أعلم * (فتنة غمارة) * وفى سنة ثنتين وستين تحرك الأمير أبو يعقوب إلى جبال غمارة لما كان ظهر بها من الفتنة التي تولى كبرها سبع بن منغفاد ونازعهم في الفتنة صنهاجة جيرانهم فبعث الأمير أبو يعقوب عساكر الموحدين لنظر الشيخ أبى حفص ثم تعاظمت فتنة غمارة وصنهاجة فخرج إليهم بنفسه وأوقع بهم واستأصلهم وقتل سبع بن منغفاد وانحسم داؤهم وعقد لأخيه السيد أبى على الحسن على سبتة وسائر بلادهم وفى سنة ثلاث وستين اجتمع الموحدون على تجديد البيعة واللقب بأمير المؤمنين وخاطب العرب بإفريقية يستدعيهم إلى الغزو ويحرضهم وكتب إليهم في ذلك قصيدة ورسالة مشهورة بين الناس وكان من أحافلهم ووفودهم عليه ما هو معروف لما استوسق الامر للخليفة أبى يعقوب بالعدوة وصرف نظره إلى الأندلس والجهاد واتصل به ما كان من غدر العدو دمره الله بمدينة ترحالة ثم مدينة يابدة ثم حصن شبرمة ثم حصن جلمانيه إزاء بطليوس ثم مدينة بطليوس فسرح الشيخ أبا حفص في عساكر من الموحدين احتفل في انبعاثهم وخرج سنة أربع وستين لاستنقاذ بطليوس من هذا الحصار فلما وصل إلى إشبيلية بلغه أن الموحدين وبطليوس هزموا ابن الزمك الذي كان يحاصرهم بإعانة ابن ادفونش وان ابن الزمك تحصل في قبضتهم أسيرا وفر جواندة الحليفي إلى حصنه فقصد الشيخ أبو حفص مدينة قرطبة وبعث إليهم إبراهيم بن همشك من جيان بطاعته وتوحيده ومفارقته صاحبه ابن مردنيش لما حدث بينهما من الشحناء والفتنة فألح عليه ابن مردنيش بالحرب وردد إليه الغزو فبعث إلى الشيخ أبى حفص بطاعته وكان الشيخ أبو حفص في عساكر الموحدين فنهض من مراكش سنة خمس وستين وفى جملته السيد أبو سعيد أخوه فوصل إلى إشبيلية وبعث أخاه أبا سعيد إلى بطليوس فعقد الصلح مع الطاغية وانصرف ونهضوا جميعا إلى مرسية ومعهم ابن همشك فحاصروا ابن مردنيش وثار أهل لورقة بدعوة الموحدين فملكها السيد أبو حفص ثم افتتح مدينة بسطة وطاع ابن عمه محمد بن مردنيش صاحب المرية فحص بذلك جناحه واتصل الخبر
(٢٣٩)