أوطانهم وكان المرتضى قدم يعقوب بن جرمون على قبائل سفيان وكان محمد ابن أخيه كانون يناهضه في رياسة قومه وغص به فقتله وثار به أخواه مسعود وعلى بفدفد فقتلاه وولى المرتضى مكانه ابنه عبد الرحمن فاستوزر يوسف بن وازرك ويعقوب بن علوان وشغل بلذاته وتصدى لقطع السابلة ثم نكث الطاعة ولحق ببني مرين فولى مكانه عمه عبد الله بن جرمون ويكنى بأبي زمام وعقد له المرتضى ثم أدال منه بأخيه مسعود لعجزه ووفد على المرتضى عواج بن هلال من امراء الخلط نازعا إلى طاعته ومفارقا لبنى مرين فأنزل معه أصحابه بمراكش وجاء على أثره عبد الرحمن بن يعقوب بن جرمون فتقبض على عواج ودفعه إلى علي بن أبي على فقتله وكان تقبض معه على عبد الرحمن بن يعقوب ووزيره فقتلوا جميعا واستبد برياسة سفيان مسعود بن كانون وبرياسة بنى جابر إسماعيل بن يعقوب بن قيطون وفى سنة ستين عند رجوع يحيى بن وانودين من واقعة أم الرجلين خرج عسكر من الموحدين إلى السوس لنظر محمد بن علي الزلماط ولقيه علي بن بدر فهزم جموعه وقتله وعقد المرتضى من بعده على حرب علي بن بدر للوزير أبى زيد بن زكنت وسرح معه عسكرا من الجند وكان فيهم دنلب من زعماء النصرانية فدارت الحرب بين الفريقين ولم يكن للموحدين فيها ظهور على كثرتهم وقوة جلدهم وحسن بلائهم فسلبهم عن ذلك تكاسل دنلب وخروجه عن طاعة الوزير وكتب بذلك للمرتضى فاستقدمه وأمر أبو زيد بن يحيى الكدميوى باعتراضه في طريقه وقتله وفى سنة ثنتين وستين أقبل يعقوب بن عبد الحق في جموع بنى مرين فنازلوا مراكش واتصلت الحرب بينهم وبين الموحدين بظاهرها أياما هلك فيها عبد الله انعجون ابن يعقوب فبعث المرتضى إلى أبيه بالتعزية ولاطفه وضرب له إتاوة يبعث بها إليه في كل عام فرضى ارتحل عنهم والله أعلم {الخبر عن انتقاض أبى دبوس وتغلبه على مراكش ومهلك المرتضى وما كان في دولته من الاحداث} لما ارتحل بنو مرين عن مراكش بعد مهلك انعجون فر من الحضرة قائد حروبه السيد أبو العلى الملقب بأبي دبوس ابن السيد أبى عبد الله محمد بن السيد أبى حفص بن عبد المؤمن لسعاية تمكنت فيه عند المرتضى وصحبه ابن عمه السيد أبو موسى عمران بن عبد الله بن الخليفة فلحقا بمسعود بن كلداسن كبير هسكورة فأجاره ثم لحق بيعقوب بن عبد الحق بفاس صريخا به على شأنه واشترط له المقاسمة في العمالة والذخيرة فأمده بالمال يقال خمسة آلاف دينار عشرية وأوعز إلى ابن أبي على الخلطي بمظاهرته واعطائه آلات ورجع إلى علي بن أبي على الخلطي فأمده بقومه ثم سار إلى هسكورة ونزل على
(٢٦٠)