بربرا وهم الذين ذكرهم امرؤ القيس في شعره والإسلام لهذا العهد فاش فيهم ولهم يومئذ مقاشن على البحر الهندي يعمرها تجار المسلمين ومن غربيهم وحولهم الدمادم وهم حفاة عراة قال وخرجوا إلى بلاد الحبشة وهم أعظم أمم السودان وهم مجاورون لليمن على شاطئ البحر الغربي ومنه غزو ملك اليمن ذي نواس وكانت دار مملكتهم كفرة وكانوا على دين النصرانية وأخذ بالاسلام واحد منهم زمن الهجرة على ما ثبت في الصحيح والذي أسلم منهم لعهد النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر إليه الصحابة قبل الهجرة إلى المدينة فآواهم ومنعهم وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم عند ما نعى إليه كان اسمه النجاشي وهو بلسانهم انكاش بالكاف المشمة بالجيم عربتها العرب جيما محضة وألحقتها ياء النسب شأنها في الأسماء الأعجمية إذا تصرفت فيها وليس هذا الاسم سمة لكل من تملك منهم كما يزعم كثير من الناس ممن لا علم له بهذا ولو كان كذلك لشهروا اسمه إلى اليوم لان ملكهم لم يتحول منهم وملكهم لهذا العهد اسمه الخطى اسم السلطان نفسه أو اسم العشيرة الذين فيهم الملك وفى غزبيه مدينة بها ملك من أعاظمهم وله ملك ضخم وفى شماليه ملك آخر منهم اسمه حق الدين محمد بن علي ابن واصمع في مدينة أسلم أولوه في تواريخ مجهولة وكان جده واصمع مطيعا لملك دامرن وأدركت الخطى الغيرة من ذلك فغزاه واستولى على بلاده ثم اتصلت الفتنة وضعف أمر الخطى فاسترجع بنو واصمع بلادهم من الخطى وبنيه واستولوا على وفات وخربوها وبلغنا أن حق الدين هلك وملك بعده أخوه سعد الدين وهم مسلمون ويعطون الطاعة للخطى أحيانا وينابذونه أخرى والله مالك الملك (قال ابن سعيد) ويليهم البجاوة وهم نصارى ومسلمون ولهم جزيرة بسواكن في بحر السوس ويليهم النوبة اخوة الزنج والحبشة ولهم مدينة دنقله غرب النبل وأكثرهم مجاورون للديار المصرية ومنهم رقيق ويليهم زغاوة وهم مسلمون ومن شعوبهم تاجرة ويليهم الكانم وهم خلق عظيم والإسلام غالب عليهم ومدينتهم حميمي ولهم التغلب على بلاد الصحراء إلى فزان وكانت لهم مهادنة مع الدولة الحفصية مذ أولها ويليهم من غربهم كوكو وبعدهم نغاله والتكرور ولمى وتميم وجاى وكورى وأفكزار ويتصلون بالبحر المحيط إلى غانية في الغرب اه كلام ابن سعيد ولما فتحت إفريقية المغرب دخل التجار بلاد المغرب فلم يجدوا فيهم أعظم من ملوك غانية كانوا مجاورين للبحر المحيط من جانب الغرب وكانوا أعظم أمة ولهم أضخم ملك وحاضرة ملكهم غانية مدينتان على حافتي النيل من أعظم مدائن العالم وأكثرها معتمرا ذكرها مؤلف كتاب رجار وصاحب المسالك والممالك وكانت تجاورهم من جانب الشرق أمة أخرى فيما زعم الناقلون تعرف صوصو بصادين مضمومتين
(١٩٩)