ولهاصة ثم من سوماتة منهم مولده عام عشرة ووفاته عام ثلاثة وثمانين وثلثمائة كان من البتر من ولد مادغيس هلك على عهد عبد الرحمن الناصر ومنهم أيضا أبو محمد بن أبي زيد علم الملة وهو من قفزة أيضا ومنهم علماء بالنسب والتاريخ وغير ذلك من فنون العلوم ومن مشاهير زناتة أيضا موسى بن صالح الغمري معروف عند كافتهم معرفة وضوح وشهرة وقد ذكرناه عند ذكر غمرة من شعوب زناتة وهو وإن لم توقفنا الاخبار الصحيحة على الجلي من أمره في دينه فهو من محاسن هذا الجيل الشاهدة بوجود الخواص الانسانية فيهم من ولاية وكهانة وعلم وسحر وكان نوعا من آثار الخليقة ولقد تحدث أهل هذا الجيل فيما يتحدثون به ان أخت يعلى بن محمد اليفرنى جاءت بولد من غير أب سموه كلمام ويذكر له أخبار في الشجاعة خرقت العوائد ودلت على أنه موهبة من الله استأثره بها لم يشاركه فيها غيره من أهل جلدته وربما ضاقت حوامل الخواص منهم عن ملتقط هذه الكائنة ويجهلون ما يتسع لها ولأمثالها من نطاق القدرة وينقلون أن حملها كان اثر استحمامها في عين حامية هنا لك غب ما صدر عنها بعض السباع كانت ترد فيها على الناس ويردون عليها ويرون أنها علقت من فضل ولوغه ويسمون ذلك المولود ابن الأسد لظهور خلعة الشجاعة فيه وكثير من أمثال هذه الأخبار التي لو انصرفت إليها عناية الناقلين لملأت الدواوين ولم يزل هذا دأبهم وحالهم إلى أن مهدوا من الدول وأثلوا من الملك ما نحن في سبيل ذكره {الفصل الرابع في ذكر أخبارهم على الجملة من قبل الفتح الاسلامي ومن بعده إلى ولاية بني الأغلب} هؤلاء البربر جيل وشعوب وقبائل أكثر من أن تحصى حسبما هو معروف في تاريخ الفتح بإفريقية والمغرب وفى أخبار ردتهم وحروبهم فيها نقل ابن أبي الرقيق أن موسى ابن نصير لما فتح سقوما كتب إلى الوليد بن عبد الملك انه صار لك من سبى سقوما مائة ألف رأس فكتب إليه الوليد بن عبد الملك ويحك انى أظنها من بعض كذباتك فان كنت صادقا فهذا محشر الأمة ولم تزل بلاد المغرب إلى طرابلس بل والى الإسكندرية عامرة بهذا الجيل ما بين البحر الرومي وبلاد السودان منذ أزمنة لا يعرف أولها ولا ما قبلها وكان دينهم دين المجوسية شأن الأعاجم كلهم بالمشرق والمغرب الا في بعض الأحايين يدينون بدين من غلب عليهم من الأمم فان الأمم اهل الدول العظيمة كانوا يتغلبون عليهم فقد غزتهم ملوك اليمن من قرارهم مرارا على ما ذكر مؤرخوهم فاستكانوا لغلبهم ودانوا بدينهم ذكر ابن الكلبي أن حميرا بالقبائل اليمانية ملك المغرب مائة سنة وانه الذي ابتنى مدائنه مثل إفريقية وصقلية واتفق المؤرخون على غزو افريقش صيفي من التبابعة
(١٠٦)