بالخليفة بمراكش وقد توافت عنده جموع العرب من إفريقية صحبة أبى زكريا صاحب بجاية والسيد أبى عمران صاحب تلمسان وكان يوم قدومهم عليه يوما مشهودا فاعترضهم وسائر عساكرهم ونهض إلى الأندلس واستخلف على مراكش السيد أبا عمران أخاه فاحتل بقرطبة سنة سبع وستين ثم ارتحل بعدها إلى إشبيلية ولقيه السيد أبو حفص هنا لك منصرفا من غزاته وكان ابن مردنيش لما طال عليه الحصار ارتاب ففتك بهم وباد أخوه أبو الحجاج وهلك هو في رجب من هذه السنة ودخل ابنه هلال في الطاعة وبادر السيد أبو حفص إلى مرسية فدخلها وخرج هلال في جملته وبعثه إلى الخليفة بإشبيلية ثم ارتحل الخليفة غازيا إلى العدو فنازل رندة أياما وارتحل عنها إلى مرسية ثم رجع إلى إشبيلية سنة ثمان وستين واستصحب هلال بن مردنيش وصهر له في ابنته وولى عمه يوسف على بانسية وعقد لأخيه السيد أبى سعيد على غرناطة ثم بلغه خروج العدو إلى أرض المسلمين مع القومس الأحدب فخرج للقائهم وأوقع بهم بناحية قلعة رياح وأثخن فيهم ورجع إلى إشبيلية وأمر ببناء حصن القلعة ليحصن جهاتها وقد كان خرابا منذ فتنة أبى حجاج فيه مع كريت ابن خلدون بمدة أزمان المنذر بن محمد وأخيه عبد الله من امراء بنى أمية ثم انتقض ابن ادفونيش وأغار على بلاد المسلمين فاحتشد الخليفة وسرح السيد أبا حفص إليه فغزاه بعقر داره وافتتح قنصرة بالسيف وهزم جموعه في كل جهة ثم ارتحل الخليفة من إشبيلية راجعا إلى مراكش سنة احدى وسبعين لخمس سنين من اجازته إلى الأندلس وعقد على قرطبة لأخيه الحسن وعلى إشبيلية لأخيه على وأصاب مراكش الطاعون فهلك من السادات أبو عمران وأبو سعيد وأبو زكريا وقدم الشيخ أبو حفص من قرطبة فهلك في طريقه ودفن بسلا واستدعى الخليفة أخويه السيدين أبا على وأبا الحسن فعقد لابي على على سجلماسة ورجع أبو الحسن إلى قرطبة وعقد لابني أخيه السيد أبى حفص لابي زيد منهما على غرناطة ولأبي محمد عبد الله على مالقة وفى سنة ثلاث وسبعين سطا بذرية بنى جامع وغربهم إلى ماردة وفى سنة خمس وسبعين عقد لقائم بن محمد ابن مردنيش على أسطوله وأغزاه مدينة الاشبونة فغنم ورجع وفيه كانت وفاة أخيه السيد الوزير أبى حفص بعدما أبلى في الجهاد وبالغ في نكاية العدو وقدم ابناه من الأندلس وأخبر الخليفة بانتقاض الطاغية واعتزم على الجهاد وأخذ في استدعاء العرب من إفريقية والله تعالى أعلم * (الخبر عن انتقاض قفوصة واسترجاعها) * كان علي بن المعز ويعرف بالطويل من أعقاب بنى الرند ملوك قفصة قد ثار سنة خمس وسبعين كما ذكرناه في أخبارهم وبلغ الخليفة خبره فنهض إليها من مراكش وسار إلى
(٢٤٠)