على فلك فزار وكانت ملكا لعمه محمد بن الخطاب بن يصلتن بن عبد الله بن صنعل بن خطاب وهو آخر ملوكهم وكانت قاعدة ملكة زوبلة وتعرف زويلة ابن خطاب فتقبض عليه وغلبه على المال حتى هلك ولم يزل يفتح البلاد إلى أن وصل طرابلس واجتمع عليه عرب ذياب بن سليم ونهض بهم إلى جبل نفوسة فملكه واستخلص أموال العرب واتصل به مسعود بن زمام شيخ الزواودة من رياح عند مفره من المغرب كما ذكرناه واجتمعت أيديهم على طرابلس وافتتحها واجتمع إليه ذؤبان العرب من هلال وسليم وفرض لهم العطاء واستبد بملك طرابلس وما وراءها وكان قراقش من الأرمن وكان يقال له المعظمي والناصري لأنه يخطب للناصر صلاح الدين وكان يكتب في ظهائره ولى أمير المؤمنين بسكون الميم ويكتب علامة الظهيرة بخطه وثقت بالله وحده أسفل الكتاب وأما إبراهيم بن قراقش صاحبه فإنه سار مع العرب إلى قفصة فملك جميع منازلها وأساء ذي المريد وأساء قفصة فأمكنوه من البلد لانحرافهم عن بنى عبد المؤمن فدخلها وخطب للعباسي ولصلاح الدين إلى أن قتله المنصور عند فتح قفصة كما نذكره في أخبار الموحدين * (رجع الخبر إلى ابن غانية) * ولما وصل على ابن غانية إلى طرابلس ولقى قراقش اتفقا على المظاهرة على الموحدين واستمال ابن غانية كافة بنى سليم من العرب وما جاورهم من غلاتهم مسوقة وخالطوه في ولايتهم واجتمع إليه من كان منحرفا عن طاعة الموحدين من قبائل هلال مثل جشم ورياح والأبثج وخالفتهم زغبة إلى الموحدين فاحتفلوا بطاعتهم سائر أيامهم ولحق بابن غانية فل قومه من لمتونة ومنونة من أطراف البقاع فانعقد أمره وتجدد بذلك القطر سلطان قومه وجدد رسوم الملك واتخذ الآلة وافتتح كثيرا من بلاد الجريد وأقام فيها الدعوة العباسية ثم بعث ولده وكاتبه عبد المؤمن من فرسان الأندلس إلى الخليفة الناصر بن المستضئ ببغداد مجددا ما سلف لقومه من المرابطين بالمغرب من البيعة والطاعة وطلب المدد والإعانة فعقد له كما كان لقومه وكتب الكتاب من ديوان الخليفة إلى ملك مصر والشام النائب عن الخليفة بها صلاح الدين يوسف بن أيوب فجاء إلى مصر فكتب له صلاح الدين إلى قراقش واتصل أمرهما في إقامة الدعوة العباسية وظاهره ابن غانية على حصار وأشر فافتتحها قراقش من يد سعيد بن ابن الحسن وولى عليها مولاه وجعل فيها ذخائره ثم اتصل بها إلى أن وصل قفصة خلعوا طاعة ابن غانية فظاهره قراقش عليها فافتتحها عنوة ثم رحل إلى توزر وقراقش في مظاهرته فافتتحها أيضا ولما اتصل بالمنصور ما نزل بإفريقية من اجلاب ابن غانية وقراقش على بلاد الجريد
(١٩٢)