غمارة ونازلهم وفتح كثيرا من بلادهم وأشرف على طنجة وبها سكوت البرغواطى الحاجب صاحب سبتة وبقية الأمراء من موالي الحمودية وأهل دعوتها ثم رجع إلى منازلة قلعة فازاز وخالفه معنصر إلى فاس فاستولى عليها وقتل عاملها واستدعى يوسف ابن تاشفين مهدى بن يوسف صاحب مكناسة ليستجيش به على فاس فاستعرضه معنصر في طريقه قبل أن تتصل بأيديهما وناجزه الحرب ففض جموعه وفتله وبعث برأسه إلى وليه ومساهمه في شدته الحاجب سكوت البرغواطى واستصرخ أهل مكناسة بالأمير يوسف بن تاشفين فسرح عساكر لمتونة إلى حصار فاس فأخذوا بمخنقها وقطعوا المرافق عنها وألحوا بالقتال عليها فمسهم الجهد وبرز معنصر إلى مناجزة عدوه لاحدى الراحتين فكانت الدائرة عليه وهلك واجتمع زناتة من بعده على القاسم بن محمد بن عبد الرحمن من ولد موسى بن أبي العافية كانوا ملو كابتازا وتسول فزحفوا إلى عساكر المرابطين والتقوا بوادي سيمير فكان الظهور لزناتة واستلحم كثير من المرابطين واتصل خبرهم بيوسف بن تاشفين وهو محاصر لقلعة مهدى بلاد فازاز فارتحل سنة ست وخمسين ونزل عليها عسكر من المرابطين وصار يتنقل في بلاد المغرب فافتتح بنى مراسن ثم قبولاوة ثم بلاد ورغة سنة ثمان وخمسين ثم افتتح بلاد غمارة سنة ستين وفى سنة ثنتين وستين نازل فاس فحاصرها مدة ثم افتتحها عنوة وقتل بمفازتها ثلاثة آلاف من مغراوة وبنى يفرن ومكناسة وقبائل زناتة حتى أعوزت مدافنهم فرادى فاتخذت لهم الأخاديد وقبروا جماعات منهم وخلص من نجا منهم من القتل إلى بلاد تلمسان وأمر بهدم الأسوار التي كانت فاصلة بين القرويين والأندلسيين من عدوتيها وصيرها مصرا واحدا وأدار عليها الأسوار وحمل أهلها على الاستكثار من المساجد ورتب بناءها وارتحل سنة ثلاث وستين إلى وادى ملوية فافتتح بلادها وحصون وطال من نواحيها ثم نهض سنة خمس وستين إلى مدينة الدمنة فافتتحها عنوة ثم افتتح حصن علودان من حصون غمارة ثم نهض سنة سبع وستين إلى جبال غياثة وبنى مكود من أحواز تازا فافتتحها ودوخها ثم اقتسم المغرب عمالات على بنيه وأمراء قومه وذويه ثم استدعاه المعتمد بن عباد إلى الجهاد فاعتذر له بمكان الحاجب سكوت البرغواطى وقومه من أولياء الدولة الحمودية بسبتة فأعاد إليه ابن عباد الرسل بالمشايعة إليهم فجهز إليهم قائده صالح بن عمران في عساكر لمتونة فلقيه سكوت الحاجب بظاهر طنجة في قومه ومعه ابنه ضياء الدولة فانكشف وقتل الحاجب سكوت ولحق ابنه العزيز ضياء الدولة وكتب صالح بن عمران بالفتح إلى يوسف بن تاشفين ثم أغزى الأمير يوسف بن تاشفين إلى المغرب الأوسط سنة ثنتين وسبعين قائده مزدلي بن تيلكان بن محمد بن وركوت من عشيرة في عساكر لمتونة
(١٨٥)