يفزعون إليه مع الامام من ملوكهم خشية على أنفسهم لما قاسموهم في النسب وساهموهم في يعسوبية القبيل وفحولية الشول ومنهم من غلبوا على مواطنهم فملكوها عليهم مثل مغراوة وبنى توجين وملكيش فاستكنف بذلك جند السلطان وكثرت جموعه وهابه الملوك ونهض سنة ست عشرة إلى إفريقية وجال في بلاد هوارة وأخذ جبايتها كما ذكرنا فتوقع السلطان ابن اللحياني زحفه إليه بتونس وكانت إفريقية مضطربة عليه وكان تعويله في الحامية والمدافعة على أوليائه من العرب ولى منهم حمزة بن عمر بن أبي ليل فحكمه في أمره وأشركه في سلطانه وأفرده برياسة العرب وأجره الرسن وسرب إليه الأموال وكثر بذلك زبون العرب واخلافهم عليه فاجتمع على التقويض عن إفريقية ونفض من الخلافة فجمع الأموال والذخيرة وباع ما كان بمودعاتهم من الآنية والفرش والخرثي والماعون والمتاع حتى الكتب التي كان الأمير أبو زكريا الأكبر جمعها واستجاد أصولها ودواوينها أخرجت للوراقين فبيعت بدكاكين سوقهم فجمع من ذلك زعموا قناطير من الذهب تجاوز العشرين قنطارا وجوالقين من حصى الدر والياقوت وخرج من تونس إلى قابس موريا بمشارفة عملها فاتح سنة سبع عشرة بعد أن رتب الحامية والحضرة وباجة والحمامات واستخلف بالحضرة وخرج من تونس إلى قابس وانتهى إلى قابس فأقام بها وصرف المال في جهاتها إلى أن كان من بيعة ولده من تونس كما نذكره بعد أن شاء الله تعالى * (الخبر عن نهوض السلطان أبى بكر إلى الحضرة ورجوعه إلى قسنطينة) * لما رجع السلطان من هوارة إلى قسنطينة سنة ست عشرة كما قدمناه استبلغ في جهاد حركة أخرى إلى تونس فاحتشد وقسم العطاء وأزاح العلل واعترض الجنود على طبقاتهم من زناتة والعرب وسدونكش واستخلف على قسنطينة الحاجب محمد بن القانون وبعث إلى حاجبه الأعظم أبى عبد الرحمن بن عمر بمكانه من امارة بجاية في مدد المال للنفقات والأعطيات فبعث إليه منصور بن فضل موزنى عامل الزاب وكان ابن عمر لما رأى من كفايته وانه جماعة للمال استضاف له عمل جبل أوراس والحصنة وسدونكش وعياص وسائر اعمال الضاحية فكانت اعمال الجباية كلها بنظره وأموالها في حساب دخله وخرجه فبعثه ابن عمر ليقيم انفاق السلطان واستخلفه على خطة حجابته وارتحل السلطان من قسنطينة في جمادى سنة سبع عشرة يطوى المراحل ولقيه في طريقه وفود العرب وانتهى إلى باجة مستغيثا حاميتها إلى تونس وكان السلطان أبو يحيى اللحياني قد خرج عنها إلى قابس كما قدمناه واستخلف عليها أبا الحسن بن وانودين وبعث إليه بنهوض السلطان أبى بكر إلى تونس وانه محتاج
(٣٢٨)