عليه لظافر مولاه المعروف بالكبير وسرحه إلى قسنطينة فانتهى إلى باجة وأناخ بها إلى أن كان من أمره ما يذكر وبادر ابن عمر إلى المجاهرة بالخلعان ودعا مولانا السلطان أبا بكر إليه فأجابه وأخذله البيعة على الناس فتمت سنة احدى عشرة وسبعمائة وتلقب بالمتوكل وعسكر بظاهر قسنطينة إلى أن بلغه مجاهرة ابن مخلوف بخلافهم فكان ما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن استيلاء السلطان على بجاية ومقتل ابن مخلوف وما كان من الإدارة في ذلك} كان يعقوب بن مخلوف ويكنى أبا عبد الرحمن كبير صنهاجة من جند السلطان الموطنين بنواحي بجاية وكان له مكان في الدولة وغناء في حروبهم ودفاع عدوهم ولما نزلت عساكر بنى مرين على بجاية مع أبي يحيى بن يعقوب بن عبد الحق سنة ثلاث وسبعمائة كان له في حروبهم مقامات مذكورة وآثار معروفة وكان الأمير أبو زكريا وابنه يستخلفونه بجاية أزمان سفرهم عنها وكان يلقب بالمزوار ولما هلك خلفه في سبيله تلك ابنه عبد الرحمن واستخلفه السلطان أبو البقاء خالد على بجاية عندما نهض إلى تونس سنة تسع وأنزله بها وكان طموعا لجوجا مدلا ببأسه وقدمه ومكانه من الدولة فلما دعا السلطان أبو بكر لنفسه وخلع طاعة أخيه وأخذله أبو عبد الرحمن بن عمر البيعة على الناس وخاطبوه بأخذ البيعة له على من يليه ببجاية وأعمالها فأبى منها وتمسك بدعوة صاحبه ونفس على ابن عمر ما تحصل له من ذلك من الحظ فجاهر بخلافهم وجمع واحتشد وتقبض على صاحب الاشغال عبد الواحد بن القاضي أبى العباس الغماري وعلى صاحب الديوان محمد بن يحيى القالون مصطنع الحاجب بن عمر من أهل المرية كان أسدي إليه عند اجتيازه به معروفا ورحل إليه عندما استولى على لرتبة ببجاية فكافأه عن معروفه واصطنعه وألقى عليه محبته ورقاه إلى الرتب وصرفه في أعمال الجباية وقلده ديوان بجاية فتقبض عبد الرحمن بن مخلوف عليه وعلى صاحبه وجمع الناس وأعلن بالدعوة للسلطان أبى البقاء خالد وارتحل السلطان أبو بكر من معسكره بظاهر قسنطينة وأغذ السير إلى بجاية ونزل مطلا عليه وأمهل الناس عامة يومهم وشرط ابن مخلوف على السلطان عزل ابن عمر وترددت الرسل بينهم في ذلك وكان الوزير أبو زكريا بن أبي الاعلام من الساعين في هذا الاصلاح بما كان له من الصهر على ابن مخلوف وحين رجع إليه بامتناع السلطان عن شرطه ومنعه من الرجوع إليهم وحبسه عنده وزحف أهل المعسكر بالسلطان وخاموا عن لقاء صنهاجة ومن معهم من مغراوة أهل الشوكة والعصبية والعدد والقوة وأجفل السلطان من معسكره فانتهب وأحدث
(٣٢٣)