في حركته إلى بنى عبد الواحد وجدوا عليه الواقعة حتى قتل فيها بفتنتهم مع سفيان يومئذ فلم يزل المرتضى يعمل الحيلة فيهم إلى أن تقبض على أشياخهم سنة ثنتين وخمسين وقتلهم ولحق عواج بن هلال ببني مرين وقدم المرتضى عليهم علي بن أبي على من بيت الرياسة فيهم ثم رجع عواج سنة أربع وخمسين وأغزاه علي بن أبي على فقتل في غزاته ثم كانت واقعة أم الرجلين على المرتضى سنة ستين فرجع علي بن أبي على إلى بنى مرين ثم صار الخلط كلهم إلى بنى مرين وكانت الرياسة فيهم بأول السلطان لبنى مرين لمهلهل بن يحيى من مقدم وأصهر إليه يعقوب بن عبد الحق فأنكحه ابنته التي كان منها ابنه السلطان أبو سعيد ولم يزل مهلهل عليهم إلى أن هلك سنة خمس وتسعين ثم ابنه عطية وكان لعهد السلطان أبى سعيد وابنه أبو الحسن وبعثه سفيرا إلى سلطان مصر الملك الناصر ولما هلك قام بأمره أخوه عيسى بن عطية ثم ابن أخيهما زمام بن إبراهيم بن عطية وبلغ إلى المبالغ من العز والترف والدالة على السلطان والقرب من مجلسه إلى أن هلك فولى أمره ابنه أحمد بن إبراهيم ثم أخوه سليمان بن إبراهيم ثم أخوهما مبارك على مثل حالهم أيام السلطان أبى عنان ومن بعده إلى أن كانت الفتنة بالمغرب بعد مهلك السلطان أبى سالم واستولى على المغرب أخوه عبد العزيز وأقطع ابنه أبا الفضل ناحية مراكش فكان مبارك هذا معه ولما تقبض على أبي الفضل تقبض على مبارك وأودع السجن إلى أن غلب السلطان عبد العزيز على عامر بن محمد وقتله فقتل معه مبارك هذا لما كان يعرف به من صحابته ومداخلته في الفتن كما يذكر في أخبار بنى مرين وولى ابنه محمد على قبيل الخلط الا ان الخلط اليوم دثرت كان لم تكن بما أصابهم من الخصب والترف منذ مائتين من السنين بذلك البسيط الافيح زيادة للعز والدعة فأكلتهم السنون وذهب بهم الترف والله غالب على أمره * (بنو جابر بن جشم) * بنو جابر هؤلاء من عداد جشم بالمغرب وربما يقال إنهم من سدراتة احدى فرق زناتة أو لواتة والله أعلم بذلك وكان لهم أثر في فتنة يحيى بن الناصر بما كانوا معه من أحزابه ولما هلك يحيى بن الناصر سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بعث الرشيد بقتل شيخهم قائد بن عامر وأخيه قائد وولى بعده يعقوب بن محمد بن قيطون ثم اعتقله يغلو قائد الموحدين بعثه المرتضى لذلك وقدم يعقوب بن جرموق وولى مشيخة بنى جابر إسماعيل بن يعقوب بن قيطون ثم تحيز بنو جابر هؤلاء من أحياء جشم إلى سفح الجبل بتادلا وما إليها يجاورون هناك صناكة السالكين بقشة وهضابة من البربر فيسهلون إلى السبط تارة ويأوون إلى الجبل في حلف البربر وجوارهم أخرى إذا دهمتهم مخافة
(٣٠)