للموحدين فأوقعوا بهم وأفرجوا عن تونس وهلك أميرها عبد الله بن خراسان خلال ذلك وولى مكانه علي بن أحمد بن عبد العزيز خمسة أشهر وزحف عبد المؤمن إلى تونس وهو أميرها فانقادوا لطاعته كما نذكره في أخبار الموحدين ورحل علي بن أحمد بن خراسان إلى مراكش بأهله وولده وهلك في طريقه سنة أربع وخمسين وأفرج محرز بن زياد عن المعلقة واجتمعت إليه قومه وبدا من العرب عن مدافعة الموحدين واجتمعوا بالقيروان وبلغ الخبر إلى عبد المؤمن وهو منصرف من غزاته إلى المغرب فبعث إليهم العساكر وأدركوهم بالقيروان فأوقعوا بهم واستلحموهم قتلا وسبيا وتقبض على محرز ابن زياد أميرهم فقتل وصلب شلوه بالقيروان والله يحكم ما يشاء لا معقب لحكمه وهو على كل شئ قدير {الخبر عن بنى الرند ملوك قفصة الثائرين بها عند التياث ملك آل باديس بالقيروان واضطرابه بفتنة العرب ومبدأ دولتهم ومصاير أمورهم} لما تغلب العرب على إفريقية وانحل نظام الدولة الصنهاجية وارتحل المعز من القيروان إلى المهدية وكان بقفصة عاملا لصنهاجة عبد الله بن محمد بن الرند وأصله من حرمة من بنى صدغيان وكان ابن نحيل هو من بنى مرين من مغراوة وكان مسكنهم بالجوليين من نفزاوة فضبط قفصة وقطع عنها عادية الفساد وصالح العرب على الإتاوة فصلحت
(١٦٥)