ابن علي صاحب المهدية فصحبه واعترضه جيوش صنهاجة بأم العلو فهزمهم وصبح بجاية من الغد فدخلها وركب يحيى بن العزيز البحر في أسطولين كان أعدهما لذلك واحتمل فيهما ذخائره وأمواله ولحق بقسنطينة إلى أن نزل بعد ذلك منها على أمان عبد المؤمن واستقر بمراكش تحت الجراية والعناية إلى أن هلك رحمه الله ثم سرح عبد المؤمن عساكر الموحدين وعليهم ابنه عبد الله إلى القلعة وبها جوش بن عبد العزير في جموع صنهاجة فاقتحمها واستلحم من كان بها منهم وأضرم النار في مساكنها وقتل جوش ويقال ان القتلى بها كانوا ثمانية عشر ألفا وامتلأت أيدي الموحدين من الغنائم والسبي وبلغ الخبر إلى العرب بإفريقية من الأثبج وزغبة ورياح وقسرة فعسكروا بظاهر باجة وتآمروا على الدفاع عن ملكهم يحيى بن العزيز وارتحلوا إلى سطيف وزحف إليهم عبد الله بن عبد المؤمن في الموحدين الذين معه وكان عبد المؤمن قد قفل إلى المغرب ونزل متيحة فلما بلغه الخبر بعث المدد لابنه عبد الله والتقى الفريقان بسطيف واقتتلوا ثم انفضت جموع العرب واستلحموا وسبيت نساؤهم واكتسحت أموالهم وأسر أبناؤهم ورجع عبد المؤمن إلى مراكش سنة سبع وأربعين ووفد عليه كبراء العرب من أهل إفريقية طائعين فوصلهم ورجعوا إلى قومهم وعقد على فاس لابنه السيد أبى الحسن واستوزر له يوسف بن سليمان وعقد على تلمسان لابنه السيد أبى حفص واستوزر له أبا محمد بن وانودين وعلى سبتة لابنه السيد أبى سعيد واستوزر له محمد بن سليمان وعلى بجاية للسيد أبى محمد عبد الله واستوزر له يخلف بن الحسين واختص ابنه أبا عبد الله بولاية عهده وتغير بذلك كله ضمائر عبد العزيز وعيسى أخوى المهدى فلحقا بمراكش مضمرين للغدر وأدخلوا بعض الأوغاد في شأنهم فوثبوا بعمر بن تافراكين وقتلوه بمكانه من القصبة ووصل على أثرهما الوزير أبو حفص بن عطية وعبد المؤمن على اثره فطفا آثار تلك الثورة وقتل أخو المهدى ومن داخلهم فيها والله أعلم * (فتح بقية الأندلس) * وبلغه بمراكش سنة تسع وأربعين أن يحيى بن يغمور صاحب إشبيلية قتل أهل لبلة بما كان من غدر الوهني لها وتقبل معذرتهم في ذلك فسخط يحيى بن يغمور وعزله عن إشبيلية بأبي محمد عبد الله بن أبي حفص بن علي التينمللي وعن قرطبة بأبي زيد بن بكيت وبعث عبد الله بن سليمان فجاء بابن يغمور معتقلا إلى الحضرة وألزمه منزله إلى أن بعثه مع ابنه السيد أبى حفص إلى تلمسان واستقام أمر الأندلس وخرج ميمون بن بدر اللمتوني عن غرناطة للموحدين فملكوها وأجاز إليها السيد أبا سعيد صاحب سبتة بعهد ابنه عبد المؤمن إليه بذلك ولحق الملثمون بمراكش ونازل السيد أبو سعيد مدينة المرية
(٢٣٦)