إليه وسلب من كان من المعسكر وأخلاط الناس ودخل السلطان إلى قسنطينة في فل من عسكره وبعث ابن مخلوف عسكرا في اتباعه فوصلوا إلى ميله فدخلوها عنوة ثم وصلوا إلى قسنطينة فقاتلوها أياما ثم رجعوا إلى بجاية وأقام السلطان واضطرب أمره وتوقع زحف ظافر إليه من باجة واتصل به أن أبا يحيى زكريا بن أحمد اللحياني قفل من المشرق وانه لما انتهى طرابلس دعا لنفسه لما وجد بإفريقية من الاضطراب فبويع وتوافت إليه العرب من كل جهة فرأى السلطان من مذاهب الحزم أن يبعث إليه بالحاجب ابن أبي عبد الرحمن بن عمر ليشيد من سلطانه ويشتغل أهل الحضرة عنه فورى بالفرار عن السلطان وتواطأ معه على المكر بابن مخلوف في ذلك ولحق ابن عمر باللحياني واستحثه لملك تونس وهون عليه الامر وغدا السلطان عند فصول ابن عمر على منازله فكبسها وسطا بحاشيته وولى حجابته حسن بن إبراهيم بن أبي بكر بن ثابت رئيس أهل الجبل المطل على قسنطينة والقل من كتامة ويعرف قومه ببني نهلان وكان قد اصطنعه من قبل وارتحل بالعساكر إلى بجاية سنة ثنتي عشرة واستخلف على قسنطينة عبد الله بن ثابت أخا الحاجب وأشيع بالجهات أن السلطان تنكر لابن عمر وسخطه وأنه ذهب إلى ابن اللحياني واستجاشه على الحضرة وبلغ ذلك ابن مخلوف واستيقن اضطراب حال السلطان خالد بتونس فطمع في حجابة السلطان أبى بكر وتوثق لنفسه منه بالعهد بمداخلة عثمان ابن سل بن عثمان بن سباع بن يحيى من رجالات الزواودة والولي يعقوب الملاذي من نواحي قسنطينة وأغذ السير من بجاية ولقى السلطان ببرجيوه من بلاد مدونكش فلقاه مبرة ورحبا ثم استدعاه من جوف الليل على رواقه إلى شرب مع مواليه فعاقرهم الخمر إلى أن ثمل واستغضبوه ببعض النزعات فغضب وأفزع فتناولوه طعنا بالخناجر إلى أن قتلوه وجروا شلوه فطرحوه بين الفساطيط وتقبض على سائر قومه وحاشيته وفر كاتبه عبد الله بن هلال فلحق بالمغرب وارتحل السلطان مغذا إلى بجاية فدخلها وظفر بها وتملك بها حتى ريا ملكه وعلا وكان دخوله إلى بجاية على حين غفلة من أهلها واستولى السلطان على سائر المملكة التي كانت تحت إيالة أبيه بالجهة المعروفة بالناحية الغربية وتكمل واستوسق له أمرها وأقام في انتظار صاحبه ابن عمر إلى أن كان من الامر ما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن مهلك السلطان أبى البقاء خالد واستيلاء السلطان أبى يحيى بن اللحياني على الحضرة} كان السلطان أبو البقاء خالد بعد بيعة السلطان أبى بكر بقسنطينة قد اضطربت أحواله وجهز إليه العساكر لمنازلة قسنطينة وعقد عليها لمولاه ظافر المعروف بالكبير فعسكر
(٣٢٤)