إلى البلد وتنقل ابن أبي دبوس ومرغم في نواحي طرابلس بعد أن أنزلوا عليها عسكرا للحصار فاستوفوا من جباية المغارم والوضائع مالا دفعوه للنصارى في شرطهم وانقلبوا في أسطولهم وأقام ابن أبي دبوس يتقلب مع العرب واستدعاه ابن مكي من بعد ذلك لان يشتد به في استبداده فلم يتم أمره إلى أن هلك بحربة والله وارث الأرض ومن عليها {الخبر عن مهلك أبى الحسن بن سيد الناس حاجب بجاية وولاية ابن أبي حي مكانه} قد قدمنا سلف هذا الرجل وأوليته وانه لحق بالأمير أبى زكريا بتلمسان وأبلى في خدمته فلما استولى الأمير أبو زكريا على الثغر الغربي واقتطعه عن اعمال الحضرة ونزل ببجاية وظاهر بها تونس عقد لابي الحسن بن سيد الناس على حجابته وفوض إليه فيما وراء بابه وأجراه في رياسته على سنن أبي الحسن الرئيس قبله في دولة المستنصر الذي كانوا ينقلون طرقه وينزعون إلى مراميه بل كانت رياسة هذا في حجابته أبلغ من رياسة ابن أبي الحسن لجلاء جو الدولة ببجاية من مشيخة الموحدين الذين يزاحمونه كما كان ابن أبي الحسن من أحمائهم فاستولى أبو الحسن بن سيد الناس على الدولة ببجاية وقام بأمر مخدومه أحسن قيام وصار إلى الحل والعقد وانصرفت إليه الوجوه وتمكن في يده الزمام إلى أن هلك سنة تسعين أعظم ما كان رياسة وأقرب من صاحبه مكانا وشرفا فأقام الأمير أبو زكريا مكانه كاتبه أبا القاسم بن أبي حي ولا أدرى من أوليته أكثر من أنه من جالية الأندلس ورد على الدولة وتصرف في اعمالها واتصل بأبي الحسن بن سيد الناس فاستكتبه ثم رقاه واستخلصه لنفسه وأجره رسنه وتناول زمام الدولة من يد سيد الناس فقادها في يد مظفر خدمته حتى اجتمعت عليه الوجوه وأمله الخاصة واطلع السلطان على اضطلاعه وكفايته في أمور مخدومه وهلك أبو الحسن بن سيد الناس فرشحه السلطان بخطته فقام بها سائر أيامه وصدرا من أيام ابنه الأمير أبى البقاء حتى كان من أمره ما نذكره بعد أن شاء الله تعالى من أمره {الخبر عن خروج الزاب عن طاعة الأمير أبى حفص إلى طاعة الأمير أبى زكريا وانتظام بسكرة في جماعته} كان السلطان أبو اسحق قد عقد على الزاب لفضل بن علي بن مزنى من مشيخة بسكرة كما قدمناه فقام بأمره ولما هلك السلطان عدا عليه بعض أفاريق العرب الموطنين قرى الزاب بمداخلة قوم من أعدائه وقتلوه سنة ثلاث وثمانين كما نذكره وأملوا الاستبداد بالبلد فدفعهم عنها المشيخة من بنى زيان واستقلوا بأمر بلدهم وبايعوا للأمير أبى
(٣٠٩)