* (ذوي منصور) * وأما أولاد منصور بن محمد فهم معظم هؤلاء المعقل وجمهورهم ومواطنهم تخوم المغرب الأقصى من قبلته ما بين ملوية ودرعة وبطونهم أربعه أولاد حسين وأولاد أبى الحسين وهما شقيقان والعمارية أولاد عمران والمنيات أولاد منبا وهما شقيقان أيضا ويقال لهذين البطنين جميعا الاحلاف فأما أولاد أبى الحسن فعجزوا عن الظعن ونزلوا قصورا اتخذوها بالقفر ما بين تافييلات وتيكورارين وأما أولاد حسين فهم جمهور ذوي منصور ولهم العزة عليهم ورياستهم أيام بنى مرين في أولاد خالد بن جرمون ابن حرار بن عرفة بن فارس بن علي بن عبد الواحد بن يحيى ثم لأخيه زكريا ثم لابن عمه أحمد بن رحو بن غانم ثم لأخيه يعيش ثم لابن عمه يوسف بن علي بن غانم لهذا العهد وكانت لبنى مرين فيهم وقائع أيام يعقوب بن عبد الحق وابنه يوسف وسيأتي في أخبار بنى مرين غزوة يوسف بن يعقوب من مراكش إليهم وكيف أوقع بهم بصحراء درعة ولما أقام بالشرق على تلمسان محاصرا لها أحلف هؤلاء العرب من المعقل على أطراف المغرب ما بين درعة وملوية إلى تاوريرت وكان العامل يومئذ بدرعة عبد الوهاب بن صاعد من صنائع الدولة وكبار ولاتها فكانت بينه وبينه حروب قتل في بعضها ثم هلك يوسف بن يعقوب ورجع بنو مرين إلى المغرب فأخذوا منهم بالثأر حتى استقاموا على الطاعة وكانوا يعطون الصدقة أطوع ما يكون إلى أن فشل ريح الدولة واعتزت العرب فصاروا يمنعون الصدقة الا في الأقل يغلبهم السلطان على اعطائها ولما استولى السلطان أبو عنان على تلمسان أعوام خمسين وسبعمائة وفر صغير بن عامر إلى الصحراء ونزل عليهم واستجار بهم فأجاروه ونزل السلطان عليهم ذلك فأجمعوا نقض طاعته وأقاموا معه بالصحراء وصغير متولى كبر ذلك الخلاف حتى إذا هلك أبو عنان وكان من سلطان أبى حمو بتلمسان ما نحن ذاكروه وزحف بنو مرين إلى تلمسان ففر منها أبو حمو وصغير ونزلوا عليهم فأوقعوا بعسكر بنى مرين بنواحي تلمسان واتسع الخرق بينهم وبين بنى مرين فانحازوا إلى أبي حمو وسلطانه وأقطعهم بضواحيه ثم رجعوا إلى أوطانهم بعد مهلك السلطان أبى سالم أعوام ثلاث وستين على حين اضطراب المغرب بفتنة أولاد السلطان أبى على ونزولهم بسجلماسة فكان لهم في ذلك الفتنة آثار إلى أن انقشعت ثم كان لأحمر بن رحو مع أبي حمو جولة وأجلب عليه بأبي زيان حافد أبى تاشفين فقتل في تلك الفتنة كما نذكره ثم اعتدوا على الدولة من بعد ذلك وأكثر مغارم درعة لهذا العهد وأقطع ببلاد تادلا والمعرر من تلك البنايا التي منها دخولهم إلى المغرب للمربع والمصيف ولميرات الأقوات وسجلماسة من مواطن إخوانهم الاحلاف كما نذكره وليست من
(٦٦)