درن وكزولة مما يلي الرمل والقفر ولما تغلب المعقل على بسائطه اقتسموها مواطن فكان الشبانات أقرب إلى جبال درن وصارت قبائل لمط من أحلافهم وصارت كزولة من احلاف ذوي حسان والامر على ذلك لهذا العهد وبيد الله تصاريف الأمور لا رب سواه ولا معبود الا إياه على عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الرحمن بن بدر من بنى باداسن {الخبر عن دولة بنى حفص ملوك إفريقية من الموحدين ومبدأ أمرهم وتصاريف أحوالهم} قد قدمنا أن قبائل المصامدة بجبل درن وما حوله كثير مثل هنتاتة وتينملل وهرغه وكنفيسة وسكسيوة وكدميوة وهزوجة ووريكة وهزميرة وركراكة وحاحة وكلاوة وغيرهم ممن لا يحصى وكان منهم قبل الاسلام وبعده رؤساء وملوك وهنتاتة هؤلاء من أعظم قبائلهم وأكثرها جمعا وأشدها قوة وهم السابقون للقيام بدعوة المهدى والممهدون لامره وأمر عبد المؤمن من بعده كما ذكرنا في أخباره بلسان المصامدة حتى كان كبيرهم لعهد الامام المهدى الشيخ أبو حفص عمر بن يحيى ونقل البيدق ان اسمه بلسانهم فارصكات وهنتاتة لهذا العهد تقول انه اسم جدهم وكان عظيما فيهم غير مدافع وهو أول من تابع الامام المهدى من قومه فجاء يوسف بن وانودين وأبو يحيى بن بكيت وابن يغمور وغيرهم منهم على أثره واختص بصحابة المهدى فانتظم في العشرة السابقين إلى دعوته وكان تلو عبد المؤمن فيهم ولم تكن مزية عبد المؤمن عليه الا من حيث صحابة المهدى وأما في المصامدة فكان كبيرهم غير مدافع وكان يسمى بين الموحدين بالشيخ كما كان المهدى يسمى بالامام وعبد المؤمن بن يحيى بن محمد بن وانودين ابن علي بن أحمد بن والال بن إدريس بن خالد بن اليسع بن الياس بن عمر بن وافتق بن محمد ابن نجية بن كعب بن محمد بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب هكذا نسبه ابن نخيل وغيره من من الموحدين ويظهر منه ان هذا النسب الفرشي وقع في المصامدة والتحم بهم واشتملت عليه عصبيته شأن الأنساب التي تقع من قوم إلى قوم وتلتحم بهم كما قلناه أول الكتاب ولما هلك الامام وعهد بأمره إلى عبد المؤمن وكان بعيدا عن عصبية المصامدة الا ما كان له من أثرة المهدى واختصاصه فكتم موت المهدى وعهد عبد المؤمن ابتلاء لطاعة المصامدة وتوقف عبد المؤمن عن ذلك ثلاث سنين ثم قال له أبو حفص نقدمك كما كان الامام يقدمك فعلم أن أمره منعقد ثم أعلن ببيعته
(٢٧٥)