واستحدث السكة ولم يحدثها أحد من قومه أدبا مع خلفائهم العبيديين وبعث ابن حماد وان سكته في الدينار كانت ثلاثة سطور ودائرة في كل وجه فدائرة الوجه الواحد واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون والسطور لا إله إلا الله محمد رسول الله يعتصم بحبل الله يحيى بن العزيز بالله الأمير المنصور ودائرة الوجه الآخر بسم الله الرحمن الرحيم ضرب هذا الدينار بالناصرية سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وفى سطوره الإمام أبو عبد الله المقتفى لامر الله أمير المؤمنين العباسي ووصل سنة ثلاث وأربعين إلى القلعة لافتقادها ونقل ما بقي بها وانتقض عليه بنو زر ابن مروان فجهز إليه الفقيه مطرف بن علي بن حمدون في العساكر فافتتحها عنوة وتقبض على ابن مروان وأوصله إليه فسجنه بالجزائر إلى أن هلك في معتقله وقيل قتله وبعث مطرف بابنه إلى تونس فافتتحها ونازل في وجهته هذه المهدية فامتنعت عليه ورجع إلى بجاية وتغلب النصارى على المهدية وقصده الحسن صاحبها فأجازه إلى الجزائر وأنزله بها مع أخيه القائد حتى إذا زحف الموحدون إلى بجاية وفر القائد من الجزائر وأسلمها قدموا الحسن على أنفسهم ولى عبد المؤمن فأمنهم وأخرج يحيى بن العزيز أخاه سبع للقاء الموحدين فانهزم وملك الموحدون بجاية وركب يحيى البحر إلى صقلية يروم الإجازة منها إلى بغداد ثم عدل إلى بونة فنزل على أخيه الحارث ونكر عليه سوء صنيعه واخراجه عن البلاد فارتحل عنه إلى قسنطينة فنزل على أخيه الحسن فتخلى له عن الامر وفى خلال ذلك دخل الموحدون القلعة عنوة ودخل حوشن بن العزيز وابن الدحامس من الأثبج معه وخربت القلعة ثم بايع يحيى لعبد المؤمن سنة سبع وأربعين ونزل عن قسنطينة واشترط لنفسه فوفى له ونقله إلى مراكش فسكنها ثم انتقل إلى سلا سنة ثمان وخمسين فسكن قصر بنى عشيرة إلى أن هلك في سنته وأما الحارث صاحب بونة ففر إلى صقلية واستصرخ صاحبها فصارحه على أمره ورجع إلى بونة وملكها ثم غلب عليها الموحدون وقتلوه صبرا وانقرض ملك بنى حماد والبقاء لله وحده ولم يبق من قبائل ماكسن إلا أوزاع بوادي بجاية ينسبون إليهم وهم لهذا العهد في عداد الجند ولهم أقطاع بنواحي البلد على العسكرة في جملة السلطنة مع قواده والله وارث الأرض ومن عليها اه
(١٧٧)