بإمامتهم والاقرار اللساني بها والحضور بالبدن العنصري عند قبورهم، فالزيارة هي الجز الأخير لسبب اتصاف المسلم بكونه إماميا، وتركها كفقدان سابقيها يوجب الرفض المبعد عن رحمته الواسعة أعاذنا الله تعالى منه، فالامامة التي هي من أصول الدين يتوقف التدين بها على زيارتهم عليهم السلام، فلها دخل في تحقق هذا الأصل الأصيل الذي هو أساس الدين، فاذن يخرج وجوب الزيارة الذي قال به جماعة كالفقيه المقدم أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه والمحدث الكبير صاحب الوسائل والعلامة المجلسي وغيرهم قدس الله تعالى أسرارهم عن الاحكام الفرعية التي تكون قاعدتا الضرر والحرج حاكمتين عليها، ويندرج في الأصول الاعتقادية التي لا مسرح لقاعدتي الضرر والحرج فيها.
وأما النصوص الدالة على الترغيب في زيارته عليه السلام ورجحانه في حال الخوف قولا وتقريرا والنهي عن تركها للخوف، فمنها: ما رواه معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (قال: يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام لخوف، فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان عنده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي و فاطمة والأئمة عليهم السلام؟ أما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر له ذنوب سبعين سنة؟ أما تحب أن تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب يتبع به؟ أما تحب أن تكون غدا ممن يصافحه رسول الله صلى الله عليه وآله.
ومنها: ما عن محمد بن مسلم في حديث طويل: (قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام: هل تأتي قبر الحسين عليه السلام؟
قلت: نعم على خوف ووجل فقال: ما كان من هذا أشد فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في إتيانه آمن الله روعته يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين،