تحديد المنهج:
وقبل ان ننهي الحديث في هذه البحوث التمهيدية التي امتدت بنا كثيرا، نود ان نشير إلى المنهج الذي نريد ان نسلكه في دراسة هذه الأصول والقواعد العامة التي عقدت هذه البحوث لدراستها ليكون القارئ الكريم على هدى في مسايرة فصولها القادمة.
وتحديد ذلك المنهج يدعونا إلى:
1 - تشخيص تلكم الأصول واستنباطها من مصادرها.
2 - وضع هيكلها العام في الكتاب من حيث التبويب وتقديم بعضها على بعض.
3 - طريقة دراستها وتقييمها والأسس التي ترتكز عليها في مجال التقييم.
(1) منهجنا في تشخيص الأصول:
هناك منهجان لتشخيص الأصول واستنباطها: منهج الأحناف، ومنهج المتكلمين، ولكل منهما وجهة نظر ألفت على أساسها جملة من كتب الأصول.
أما منهج الأحناف فقد ركز على أساس اعتبار الفروع الفقهية لامام المذهب هي المنطق إلى التماس الضوابط الأصولية العامة، ووظيفتهم أقرب إلى الوظيفة التأريخية منها إلى الوظيفة العقلية التقييمية، وهذا بالنسبة إليهم طبيعي جدا بعد سد أبواب الاجتهاد على أنفسهم، إذ النظر