أعظم بذلك ان حاولت واضحه * ومت به فعلى هذا مضى السلف جاءت أحاديث عن قوم أظنهم * عاشوا طويلا وقالوا بعد ما خرفوا سخيفة ويزيد المخبرون بها * فقد تجمع سوء الكيل والحشف يدين قوم بان الشهب خالدة * وعند قوم لها وقت ومنصرف وما رضيت بعقلي في جدالهم * ولا توهمت الا غير ما وصفوا يا أم دفر جزاك الله صالحة * وان أضاف إليك القوم ما اقترفوا وما نزلت قبيحا تعرفين به * لو كان يأنف منك الهائم الدنف وفي شعره إشارة إلى التقليد بقوله:
رميت خصمك بالتقليد متبعا * فيه وأنت بما أنكرته قمن وفي شعره إشارة إلى علم الحديث بقوله:
وكيف تصدق في الاخبار مرسلة * وما أراك مع الاسناد تؤتمن كتابه سر الفصاحة قال احمد البدوي:
لقد أعد ابن سنان للامر عدته عندما أراد ان يؤلف هذا الكتاب، فقرأ ما استطاع ان يقرأ من الكتب التي ألفت قبله في النقد الأدبي، ككتاب البديع لابن عسكر، ونقد الشعر لقدامة بن جعفر، والموازنة بين الطائفتين للآمدي، وغير ذلك مما أشير إليه في كتابه.
وأغلب الظن انه لم يقرأ ما كتبه عبد القاهر الجرجاني لأننا لم نلمح اثرا في سر الفصاحة يوحي بهذا التأثر.
وكان هدف ابن سنان من تاليف كتابه ان يوضح حقيقة الفصاحة، ويكشف عن سرها، لأنه يؤمن بان لكل جمال في الكلام سببا يمكن الاهتداء إليه، فأراد ان يضع كتابا يستطيع به دراسة ان يعلل ويستدل، ويعرف الوجوه والأسباب.
وكانت نظرته صائبة عندما قرر ان البلاغة انما تدرك بمخالطة الشعر وتأمله، مع طول الوقت، وتراخي الزمن.
وعند ما أراد ان يؤلف كتابه كان عظيم الطموح في أن يؤلف في اسرار الفصاحة كتابا مفردا بغير نظير من الكتب في معناه، وان يجمع من مسائلها ما اهمله من قبله الدارسون لها.
وقد حقق المؤلف كثيرا من أهدافه، حتى قال ابن الأثير في فاتحة كتابه، و بعد، فان علم البيان قد ألف الناس فيه كتبا، وجلبوا ذهبا وحطبا، وما من تاليف إلا وقد تصفحت شينه وسينه وعلمت غثه وسمينه، فلم أجد ما ينتفع به ذلك الا كتاب الموازنة لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي، وكتاب سر الفصاحة لأبي محمد عبد الله بن سنان الخفاجي، وهو يبدو في كتابه مجتهدا، يريد ان يصل إلى القواعد بنفسه، وان يطمئن إلى ما يصل إليه منها.
لا يقلد في ذلك سابقا، مهما كانت مكانته الا عن عقيدة وايمان.
يقول: وقد ذكرت فيه ما يقنع طالب العلم، على انني لم ارجع فيه إلى كتاب مؤلف ولا قول يروى، ولا وجدت مجموعا في كل مكان، وانما عرفته بالدربة، وتأمل أشعار الناس، وما نبه أهل العلم في اثباتها..
ولا يقلل من قيمة هذا المجهود ما يقد يكون هناك من اعتراضات على ما وصل إليه من النتائج، بل إنه يؤمن بأنه عرضة للزلل، والوقوع في الخطا.
وهو يجمع في كتابه بين منهج الأدباء والمناطقة، فنراه يحشد كثيرا من الأمثلة، ويجنح إلى الدليل والبرهان، وكان لثقافته الأدبية، ودراسته الكلامية اثر بارز في هذا الاتجاه.
السيد عبد الله شبر ابن السيد محمد رضا الحسيني الكاظمي النجفي مولده ووفاته ومدفنه ولد في النجف أيام إقامة والده فيها سنة 1192.
وتوفي بمشهد الكاظمين ع في رجب سنة 1242 ودفن مع والده في المشهد الكاظمي.
وآل شبر من أسر العراق العلمية المشهورة.
أحواله هو المحدث المؤلف المكثر وصفه صاحب دار السلام بالعالم المؤيد والسيد السند والركن المعتمد قال وكان يعرف في عصره بالمجلسي الثاني لكثرة تصانيفه وكان ربعة من الرجال بدينا أبيض الوجه شديد سواد الشعر حسن الأخلاق ذكره تلميذه الشيخ عبد النبي الكاظمي صاحب تكملة الرجال تعليقة على نقد الرجال فيها فقال عبد الله ابن السيد محمد رضا شبر الحسيني قرأت عليهما واستفدت متهما وهما ثقتان عينان مجتهدان فقيهان فاضلان ورعان والسيد عبد الله حاز جميع العلوم التفسير والفقه والحديث واللغة وصنف في أكثر العلوم الشرعية من التفسير والفقه والحديث واللغة والأصولين وغيرها فأكثر وأجاد وانتشرت كتبه في الأقطار وملأت الأمصار ولم يوجد أحد مثله في سرعة التصنيف وجودة التأليف مع مواظبته على كثير من الطاعات كزيارة الأئمة ع والإخوان والنوافل وقضاء الحوائج والقضاء والفتوى إلى غير ذلك ولم يصرف لحظة من عمره إلا في اكتساب فضيلة. ووزع أوقاته على الأمور النافعة أما النهار ففي تدريس ومطالعة وأما الليل فبالعبادة.
مشائخه قرأ على والده في مشهد الكاظمين ع وعلى السيد محسن الأعرجي ويروي بالإجازة عنه وعن الشيخ جعفر والشيخ احمد زين الدين الأحسائي.
تلاميذه أخذ عنه كثير من العرب والعجم فمن العرب الشيخ عبد النبي الكاظمي صاحب تكملة الرجال تعليقة على نقد الرجال وقد ذكره فيها كما مر ويروي عنه بالإجازة ومن تلامذته جدنا السيد علي ابن السيد محمد الأمين ومنهم السيد حسين ولد المترجم ومنهم الشيخ محمد رضا زين العابدين ابن الشيخ بهاء الدين المدفون في مدارس من بلاد الهند ومنهم الشيخ أحمد البلاغي والشيخ محمد إسماعيل الخالصي والشيخ مهدي والشيخ إسماعيل