وبروز الحقائق من مكامن غيبها وحجب موادها وامكاناتها إلى مجاني ظهوراتها انخرط كل ذي مبدء في مبدئه ورجع كل شئ إلى أصله وعاد كل ناقص إلى كماله انتهى الامر كله إلى الله كما قال تعالى ولله ميراث السماوات والأرض وقوله الا إلى الله تصير الأمور فلا يملك أحد شيئا الا بإذن الله (1) كما قال تعالى لمن الملك اليوم لله الواحد القهار فإذا اتصل كل فعل بفاعله والتحق كل فرع بأصله وجمع كل مستفيض مع مفيضه لم يبق لأنوار الكواكب (2) عند ذلك ظهور وإذا النجوم طمست ولا لأجرامها وضع وقدر وإذا الكواكب انتثرت وزال ضوء الشمس وانكدر نور الكواكب إذا الشمس كورت ومحى نور القمر وخسف القمر ولم يبق بعد ومباينه مكان ووضع بين المنير والمستنير وجمع الشمس والقمر واتحدت النفس بالأرواح وزالت المباينة بين الأشباح والأرواح ولهذا يكون أبدان أهل الجنة (3) بصوره نفوسها كالشخص وظله ورجعت السماوات والأرض إلى ما كانتا عليه قبل انفتاقها من الرتق
(٣٠٧)