نشأة ثانية وكذا النفس إذا استكملت وصارت عقلا بالفعل ليس بان يسلب (1) عنها بعض قواها كالحساسة ويبقى البعض كالعاقلة بل كلما تستكمل وترتفع ذاتها كذلك تستكمل وترتفع سائر القوى معها الا انه كلما ارتفع الوجود للشئ صارت الكثرة والتفرقة فيه أقل واضعف والوحدة والجمعية فيه أشد وأقوى.
ويؤيد ما ذكرناه قول هذا الفيلسوف بعد الكلام الذي نقلناه فقد بان ان الانسان الأول حساس الا انه بنوع أعلى وأفضل من الحس الكائن في الانسان السفلى وان الانسان السفلى انما ينال الحس من الانسان الكائن في العالم الاعلى العقلي كما بيناه وأوضحناه فانا بينا كيف يكون الحس في الانسان وكيف لا تستفيد الأشياء العالية من الأشياء السفلية بل هي المستفيدة من الأشياء العالية لأنها متعلقه بها فلذلك صارت هذه الأشياء متشبثة بتلك الأشياء في جميع حالاتها وان قوى هذا الانسان انما هي مستفادة من الانسان العالي وانها متصلة بتلك القوى غير أن لقوى هذا الانسان محسوسات غير محسوسات قوى انسان العالم الاعلى وليست تلك المحسوسات أجساما ولا ذلك الانسان يحس ويبصر مثل هذا الانسان (2) لان تلك المحسوسات وذلك البصر خلاف