لغيره وبه يظهر الماهيات وله ومعه وفيه ومنه ولولا ظهوره في ذوات الأكوان واظهاره لنفسه بالذات ولها بالعرض لما كانت ظاهره موجوده بوجه من الوجوه بل كانت باقيه في حجاب العدم وظلمه الاختفاء إذ قد علم أنها بحسب ذاتها وحدود أنفسها معراة عن الوجود والظهور فالوجود والظهور يطرء عليها من غيرها فهي في حدود أنفسها هالكات الذوات باطلات الحقائق أزلا وابدا لا في وقت من الأوقات ومرتبه من المراتب كما قيل في الفارسي سيه روئى ز ممكن در دو عالم جدا هرگز نشد والله أعلم.
ترجمه لقوله ع الفقر سواد الوجه في الدارين فظهور الوجود بذاته في كل مرتبه من الأكوان وتنزله إلى كل شان من الشؤون يوجب ظهور مرتبه من مراتب الممكنات وعين من الأعيان الثابتة وكلما كان مراتب النزول أكثر وعن منبع الوجود ابعد كان ظهور الاعدام والظلمات بصفه الوجود ونعت الظهور واحتجاب الوجود بأعيان المظاهر واختفائه بصور المجالي وانصباغه بصبغ الأكوان أكثر فكل برزه من البرزات يوجب تنزلا عن مرتبه الكمال وتواضعا عن غاية الرفعة والعظمة وشده النورية وقوه الوجود وكل مرتبه من المراتب يكون التنزل والخفاء فيها أكثر كان ظهورها على المدارك الضعيفة أشد والحال بعكس ما ذكر على المدارك القوية كمراتب أنوار الشمس بالقياس إلى أعين الخفافيش وغيرها ولهذا يكون ادراك الأجسام التي هي في غاية نقصان الوجود أسهل على الناس من ادراك المفارقات النورية التي هي في غاية قوه الوجود وشده النورية لا أشد منها في الوجود والنورية الا باريها ومبدعها وهو نور الأنوار ووجود الوجودات حيث إن قوه وجوده وشده ظهوره غير متناهية قوه ومده وعده ولشدة وجوده وظهوره لا تدركه الابصار ولا تحيط به الافهام بل تتجافى عنه الحواس والأوهام وتنبو منه العقول والافهام فالمدارك الضعيفة تدرك الوجودات النازلة المصحوبة بالاعدام والملكات المختفية المحجوبة بالأكوان المنصبغة بصبغ الماهيات المتخالفة والمعاني المتضادة وهي في حقيقتها متحده المعنى وانما التفاوت فيها بحسب القوة والضعف والكمال والنقص والعلو والدنو الحاصلة